} تركزت المحادثات التي أجراها عدد من الشخصيات الأجنبية والعربية التي تزور بيروت على مواضيع عدة أبرزها السعي الى انضمام لبنان الى اتفاق الشراكة الأوروبية - المتوسطية واستئناف عملية السلام والعلاقات الاقتصادية والتعاون البيئي اضافة الى القمة العربية المزمع عقدها الشهر المقبل في عمان. شدد رئيس الجمهورية اميل لحود على "أهمية التضامن العربي والتنسيق بين الدول العربية مجتمعة خصوصاً بعد التطورات التي شهدتها المنطقة أخيراً والتي تتطلب تعاوناً عربياً شبيهاً بالتعاون الذي قام بين لبنان وسورية، وكان احد عوامل تحقيق انجاز تحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الإسرائيلي". وكان انعقاد القمة العربية في عمان في 27 آذار مارس المقبل مدار بحث بين الأمين العام لجامعة الدول العربية عصمت عبدالمجيد ورئيس الحكومة رفيق الحريري. وأشار عبدالمجيد الى "ان كل الدول العربية مدعوة الى هذه القمة وستشارك فيها". وقال: "انه وضع الحريري في آخر التطورات التي حصلت والاستعدادات للقمة" واصفاً الموقف بعد انتخاب رئيس وزراء إسرائيل آرييل شارون "بالصعب والمعقد ويتطلب الحذر والترقب". والتقى لحود أمس الامير لوران ابن ملك بلجيكا على رأس وفد ضم وزير التجارة الخارجية في مقاطعة بروكسل ديدييه غوزان. وتناول البحث تعزيز العلاقات بين البلدين خصوصاً في المجالين التنموي والبيئي من خلال تنفيذ مشاريع مشتركة. وشرح لحود للوفد الخطوات التي يقوم بها لبنان في مجال المحافظة على البيئة والحد من التلوث. ودار البحث على المشاريع الاعمارية والاستعدادات الجارية لعقد قمة الدول الفرانكوفونية. ومن زوار رئيس الجمهورية عصراً وزير الخارجية اليونانية جورج باباندريو الذي عرض معه التطورات في المنطقة. وأكد لحود له "ان لبنان عازم توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وان البحث في التفاصيل سيبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة، على أن ينجز التوقيع مع نهاية حزيران يونيو المقبل. وأبلغه حرصه على تعزيز التعاون بين لبنان واليونان لافتاً الى ضرورة تصحيح الميزان التجاري بين البلدين. وأشار الى "التسهيلات التي يقدمها لبنان الى المستثمرين اليونانيين" مشجعاً على تنظيم لقاءات دورية بين شركات يونانية ومثيلاتها اللبنانية. ودعا الى "دور أوروبي فاعل ومتفاعل يؤدي الى تحريك العملية السلمية في المنطقة وصولاً الى تحقيق السلام العادل والشامل والدائم". وشكر لليونان "استعدادها لإرسال خبراء للمساهمة في نزع الألغام الإسرائيلية المزروعة في الجنوب". وكان باباندريو زار قبل ظهر أمس ساحة النجمة والتقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري وأكد "أن بلاده ستقف الى جانب لبنان وستساعده لتحقيق انضمامه الى اتفاق الشراكة الأوروبية - المتوسطية، وطريقة مساعدة الاتحاد الأوروبي في تقديم مبادرات من أجل معالجة الوضع الصعب في الشرق الأوسط". وأمل "ان تكون هناك نية لدى كل الاطراف لتحريك عملية السلام". والتقى باباندريو صباحاً الرئيس الحريري وأجرى معه "محادثات جيدة" وبحثا في مشاريع محددة في مجال التعاون في مجال القطاع الخاص. وقال: "سنقدم خبراتنا من اجل تطوير التعاون في المنطقة عموماً ولبنان خصوصاً". وأضاف: "ناقشنا أيضاً المشكلات الكبيرة التي تعترض عملية السلام في هذه المنطقة والتطورات الأخيرة. واستمعت الى آراء رئيس الحكومة القيمة في هذا الموضوع، وسأنقل وجهة نظر لبنان الى حكومتي والى الاتحاد الأوروبي". وأعلن "استعداد بلاده لتقديم المساعدة الاجتماعية والطبية للجنوب". وزار الوزير اليوناني وزير الخارجية بالوكالة محمد بيضون. وأجرى معه محادثات رسمية تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية ولا سيما الاقتصادية منها وعملية السلام والوضع في المنطقة. وقال: "إن موقف بلاده هو مع تطبيق قرار عودة اللاجئين الفلسطينيين واننا نتفهم مدى الحال الصعبة التي يعانيها لبنان في شأن هذه القضية". وزار باباندريو لاحقاً نائب رئيس الحكومة عصام فارس. الى ذلك زار الوزير البلجيكي والأمير لوران الرئيس بري وأبدى الوزير غوزان رغبة بلاده في التعاون في المجال البيئي، وقال: "هناك وفود ادارية للقيام بتعاون ملموس في مختلف الملفات ولا سيما البيئية منها، لعرضها على الاتحاد الأوروبي في اطار برنامج مهم على صعيد الاتحاد". وقال بعد لقائه الحريري: "يمكننا ان نقدم مساعدة لوجستية بالتنسيق مع الادارات الحكومية لإطلاق هذه المشاريع لأننا نعي المشكلة البيئية في لبنان". وأكد الوزير البلجيكي بعد لقائه الوزير بيضون ان الوفد سيزور المؤسسات العامة اللبنانية للوقوف على مشكلاتها تمهيداً لمساعدة لبنان في الكثير من المشاريع. وتحدث بعد لقائه وزير البيئة ميشال موسى عن امكانات التعاون بين الوزارات لمعالجة مشكلات البيئة. والتقى الوفد البلجيكي وزير الصناعة جورج افرام ووزير الاقتصاد باسل فليحان وعرض مع كل منهما موضوع اتفاق الشراكة الأوروبية مع لبنان.