تتجه محكمة الاستئناف التي تنظر في حكم الادانة على ضابط الاستخبارات الليبي السابق عبد الباسط المقرحي بتفجير طائرة الركاب الاميركية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية العام 1988، في منحى قد يغير معطيات الحكم. اذ قرر قضاة المحكمة الاسكتلندية المنعقدة في كامب زايست هولندا الموافقة على طلب الدفاع الاستماع الى شاهدين جديدين لاثبات أن القنبلة التي فجرت الطائرة قد تكون وضعت في مطار هيثرو اللندني وليس في مطار فاليتا المالطي، علماً بأن المحكمة الابتدائية استندت الى النقطة الاخيرة لإدانة المقرحي. ويأتي هذا التطور الجديد في سياق يدعم الموقف الرسمي لليبيا التي نفت دائما اي علاقة لها بالتفجير الذي ادى الى فرض عقوبات دولية عليها، لم ترفع الا بعد موافقتها على تسليم مواطنيها، المقرحي وخليفة فحيمة، ليحاكما امام محكمة اسكتلندية في دولة محايدة. ويعني هذا التطور، في حال وصوله الى قبول الاستئناف، رفع العقبة الاخيرة امام التطبيع الاميركي - الليبي، بعد محادثات وصفت بأنها "ايجابية" بين مسؤولين من واشنطن وطرابلس جرت اخيراً في لندن. يذكر ان الولاياتالمتحدة تتمسك بفرض عقوبات من جانب واحد على ليبيا ما لم تعترف بمسؤوليتها عن تفجير لوكربي والتعويض على ضحاياه. ونقلت وكالة "رويترز" عن القضاة في كامب زايست انهم قرروا امس السماح لمحامي المقرحي باستدعاء الشاهدين للاستماع الى اقوالهما في شأن انتزاع قفل من على باب في مطار هيثرو في يوم تفجير الطائرة التابعة لشركة "بان أميركان" في كانون الاول ديسمبر العام 1988 ، مما ادى الى مقتل 270 شخصا. ويسعى محامو المقرحي الى اقناع المحكمة بأنه لا يمكن شحن القنبلة في مالطا، كما تردد في المحاكمة الاولى التي دانت المقرحي وبرأت زميله فحيمة، وبأنه يمكن ان تكون وضعت على متن الطائرة المنكوبة في مطار هيثرو، وليس في مالطا ومنها عبر فرانكفورت الى مطار هيثرو قبل اقلاع الطائرة في رحلتها الى نيويورك. وقال مسؤولون في المحكمة ان القضاة قرروا السماح باستدعاء موظفي امن سابقين في مطار هيثرو. ويأمل محامو الدفاع بأن يشهدا بأن قفل باب غرفة الامتعة قد تعرض للخلع يوم التفجير، مما يثير شكوكاً بأن يكون احدهم قد دسّ الحقيبة التي تحتوي المتفجرة في المطار اللندني. وهذه النقطة بالذات اوردها محامو الدفاع في تبرير طلبهم استئناف الحكم والذي جاء فيه أنه لو توافر هذا الدليل في المحاكمة "لأيد الادلة التي توحي بأن القنبلة شحنت في هيثرو". ويركز الاستئناف ايضاً على مسألة حاسمة اخرى في ادانة المقرحي، هي شهادة صاحب متجر في مالطا قال انه باع المقرحي ملابس عثر عليها ملفوفة حول الحقيبة المحتوية على القنبلة.