} قرر الليبي عبدالباسط المقرحي استئناف الحكم عليه بالسجن المؤبد بعد ادانته في تفجير طائرة الركاب الاميركية في 1988 فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية. ويعتقد ان محامي الدفاع الذي ستكون امامه ستة اسابيع لتقديم الطلب رسمياً، قد يسعى الى الاستفادة من ثغرات ونقاط قابلة للمناقشة قبلها القضاة في محكمة كامب زايست. ادنبره، دمشق، واشنطن - أ ف ب، رويترز - اعلنت ناطقة باسم القضاء الاسكتلندي ان الليبي عبدالباسط علي المقرحي قدم اشعاراً بأنه سيقدم استئنافاً للحكم عليه بالسجن المؤبد لادانته في اطار قضية لوكربي نهاية الشهر الماضي. واوضحت ان الطلب قدم امس في ادنبره. وكانت المحكمة الاسكتلندية المكلفة محاكمة المقرحي ومواطنه الامين خليفة فحيمة المتهمين في تفجير طائرة "بانام" الاميركية فوق قرية لوكربي الاسكتلندية في 1988 والذي اسفر عن مصرع 270 شخصاً، أصدرت في كامب زايست وسط هولندا حكماً بالسجن المؤبد في حق المقرحي فيما قضت ببراءة فحيمة. ولا يعتبر الاستئناف آلياً في القضاء الاسكتلندي، وانما يتم فقط بسبب وقوع خطأ قضائي او بروز أدلة جديدة. لكن عندما يحصل القضاء الاسكتلندي على كل الوثائق يحيلها على قاض واحد يقرر آنذاك امكان قبول الاستئناف او رفضه. ويعتبر خبراء في القانون ان من المستبعد جداً ان لا يلبى طلب استئناف المقرحي وانه في حال الرفض سيصبح في إمكان المحكوم ان يطعن في القرار امام لجنة محلفين تتألف من ثلاثة قضاة. ورفض اليستير دوف محامي المقرحي الادلاء بأي تعليق في هذا المجال. وقال الناطق باسم عائلات ضحايا الاعتداء جيم سواير :"كنا نتوقع ذلك والقضية الآن بين يدي المحكمة الاسكتلندية". وامام محامي المقرحي ستة اسابيع لتقديم مذكرة مكتوبة تحدد الاساس الذي يقوم عليه طلب الاستئناف. ويقرر قاض بعد ذلك امكان النظر فيه ثم يحدد موعداً لجلسة استماع في حالة قبوله. واوضح بيان اصدره المجلس التنفيذي في اسكتلندا: "ليس ممكناً ان نحدد متى ستجري جلسة الاستماع لكنها قد تعقد امام قضاة المحكمة العليا الخمسة في كامب زايست". وقال روبرت بلاك استاذ القانون الاسكتلندي الذي اشار بهذه الصيغة للمحاكمة التي لم يسبق لها مثيل ان استئناف المقرحي قد يركز على عدد من الحقائق الجوهرية التي قبلها القضاة، لكنها مفتوحة للنقاش. وقال ان مسألة ان المقرحي هو الرجل الذي اشترى الملابس التي لفت فيها القنبلة من متجر في مالطا ربما توضع تحت المجهر. واضاف ان الدفاع قد يشكك في اليوم الذي احضرت فيه الملابس. وهناك نقطة اخرى تتعلق بما اذا كانت الحقيبة التي وضعت فيها القنبلة جاءت من مالطا الى فرانكفورت في 21 كانون الاول ديسمبر 1988 ثم وجدت طريقها الى لندن ومن ثم الى الطائرة المنكوبة. وفي دمشق، رحبت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة" بتأكيد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بأن ليبيا أو عملاء فلسطينيين أو المقرحي ليسوا مسؤولين عن التفجير. ورحب ناطق باسم الجبهة التي يقودها أحمد جبريل بكلمة القذافي الاثنين التي رفض فيها مطالب الولاياتالمتحدة وبريطانيا بان يعترف بمسؤولية ليبيا عن حادث التفجير. وقال المتحدث :"قدم الاخ القذافي دليلاً يدين الولاياتالمتحدة وبريطانيا بالتورط في حادث تفجير لوكربي ويكشف براءة ليبيا والقيادة العامة". واضاف :"قلنا دائما ان لوكربي مؤامرة دبرتها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية وجهاز المخابرات الاسرائيلي" موساد. على صعيد آخر،اعلن وزيرا خارجية الولاياتالمتحدة وبريطانيا كولن باول وروبن كوك تطابق وجهات نظرهما في شأن مسؤولية ليبيا عن اعتداء لوكربي. واعرب الوزيران في مؤتمر صحافي مساء الثلثاء في واشنطن، عن رغبتهما في اعتراف طرابلس بمسؤوليتها عن الحادث ودفع تعويضات لاسر الضحايا. واعلن كوك ان اعادة لندن علاقاتها الديبلوماسية مع ليبيا، على عكس واشنطن، لا يعني ان هناك خلافات في وجهات النظر بين الطرفين في هذا الملف. واضاف ان لندن تستخدم هذه القناة الديبلوماسية "للضغط على ليبيا".