سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الغويل "قلق" من التقارير عن التعويضات ... ومطالبة بتحقيق في "رحلات صيد" للشاهد المالطي . محامي المقرحي : غاوتشي رأى صورة موكلي قبل فترة قصيرة من تعرفه عليه
امستردام - أ ب - أثار محامون وسياسيون بريطانيون أمس الإثنين تساؤلات جديدة عن صدقية شاهد كانت إفادته أساسية في إدانة الليبي عبدالباسط المقرحي بتفجير طائرة ركاب أميركية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية العام 1988. وقال ويليام تايلور، محامي الدفاع، أمام محكمة الاستئناف في كامب زايست أمس، ان تعريف موكله كان مشكوكاً به لأن الشاهد المالطي توني غاوتشي، صاحب محل ملبوسات، رأى صورته في مجلة قبل أسابيع قليلة من تعرّفه عليه في أثناء عرض قامت به السلطات لأشخاص مُشتبه فيهم. وبدأ المقرحي 49 عاماً يوم الأربعاء استئناف حكم إدانته الذي صدر قبل سنة، بتهمة وضع حقيبة مفخخة في طائرة انطلقت من مالطا. ونُقلت الحقيبة لاحقاً الى متن الرحلة 103 التابعة لشركة "بان أميركان" والتي انفجرت بعد قليل من إقلاعها من مطار هيثرو اللندني. وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، في حين بُرّئ رفيقه الأمين خليفة فحيمة. وقال المحامي الليبي ابراهيم الغويل، وهو من فريق الدفاع، ان مزاعم ان ليبيا تتفاوض لدفع تعويضات لعائلات ضحايا لوكربي تضر بقضية موكله. وأضاف : "إنني قلق أن يؤثر توقيت هذه التقاير سلباً في استئناف موكلي". واضاف انه "يشك" في ان التقارير هدفها لفت الانتباه عن "الدفوع القوية" التي قُدّمت في الاستئناف ضد حكم بإدانة المقرحي. وقابل مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية أخيراً ممثلين لليبيا في لندن لنقل وجهة نظر واشنطن القائلة ان على طرابلس قبول المسؤولية في قضية لوكربي ودفع تعويضات لذوي الضحايا. وأبقت الولاياتالمتحدة عقوبات فرضتها على ليبيا في 1986، لكن الأممالمتحدة علّقت العقوبات عليها قبل سنتين. وفي شكل منفصل، رفعت عائلات لضحايا سقطوا في تفجير الطائرة الأميركية دعوى أمام محكمة في نيويورك ضد الحكومة الليبية للمطالبة بدفع 20 مليون دولار لكل ضحية من الضحايا. وقال الغويل ان لا علاقة لاستئناف الحكم الجنائي بالدعوى المدنية ضد موكله. وكان الشاهد المالطي غاوتشي تعرّف على المقرحي ضمن طابور من المشتبه فيهم خلال عرض لهم في نيسان ابريل 1999، أي بعد عشر سنوات من احتمال ان يكون الليبي اشترى ملابس من محله. ويقول المحققون ان هذه الملابس استُخدمت في الحقيبة التي أُخفيت فيها المتفجرة التي أدت الى كارثة الطائرة الأميركية. وقال تايلور أمام المحكمة أمس ان غاوتشي رأى مقالاً في مجلة أواخر 1998 أو مطلع 1999 عن قضية لوكربي ظهرت فيه صورة المقرحي على انه أحد المشتبه فيهم. وزاد: "كانت هناك وسيلة مباشرة جداً قد يكون الشاهد تأثر بها في تعرّفه" على المقرحي. كذلك أثار المحامي تناقضات ظهرت في إفادات غاوتشي للشرطة عن طول المقرحي وعمره. ويتألف الاستئناف من 17 نقطة يُحاول تايلور ان يشرحها حالياً للمحكمة، قبل ان يُطلب من المدعين الرد. ويُتوقع ان يستمر النظر في الاستئناف بضعة أسابيع. وعلى عكس المحاكمة التي جرت في 2000 أمام ثلاثة قضاة، فإن عبء إثبات البراءة يقع في المحاكمة الحالية على الدفاع وليس الإدعاء. وفي لندن، قال نائب في البرلمان أمس انه يطالب الحكومة بالرد على تقارير مفادها ان الشرطة نظّمت عطلات لغاوتشي في اسكتلندا. ولم يكن واضحاً هل حصلت العطلات قبل المحاكمة التي جرت في كامب زايست أو بعدها. وكتبت صحيفة "ميل أو صنداي" الاسبوعية انها حصلت على أشرطة سُجّلت سرّاً وفيها يقول غاوتشي انه أُخذ من مالطا بالطائرة الى اسكتنلدا في رحلات صيد ونزهات والتفرج على الطيور. وزادت الصحيفة انه أُخذ أيضاً الى لوكربي لمعاينة الدمار الذي أحدثه تحطم طائرة "بان أميركان" فوق هذه المدينة مساء 21 كانون الاول ديسمبر 1988. وقال النائب العمالي البريطاني تام داليل انه سيقدّم سؤالاً لرئيس الوزراء توني بلير أمام مجلس العموم في شأن رحلات غاوتشي. وقال انه يريد ان يعرف لماذا لم يُخبر محامو الدفاع والقضاة بهذه الرحلات إذا كانت حصلت قبل المحاكمة في كامب زايست.