تهدد الفيضانات التي شلت العاصمة الإندونيسية جاكرتا بإغراق حكومة الرئيسة ميغاواتي سوكارنوبوتري في المشكلات. فالحكومة التي بدت وادعة ومسالمة منذ تسلمت ميغاواتي إرث عبدالرحمن واحد، انكشفت عورتها تحت وطأة السيول والامطار التي تهطل منذ اسبوع على البلاد. وبدت الحال في جاكرتا وضواحيها اكثر مأسوية، اذ غدا الخير النازل من السماء هماً يرجو الجميع ان تبتلعه الأرض. وأجبرت مياه الفيضان في العاصمة التي يقطنها 12 مليون نسمة أكثر من 190 ألفاً على النزوح من منازلهم واللجوء الى المدارس والمساجد، وحتى المقابر للإقامة ريثما تنحسر المياه التي قتلت أكثر من 30 شخصاً عن أماكن سكنهم. كما أدت الى اصابة الطرق الرئيسة في العاصمة وخصوصاً وسطها التجاري بشلل تام، والى توجيه اللوم الى الحكومة لتقصيرها في التعامل مع الازمة. ونشرت السلطات نحو 17 الفا من قوات الجيش في العاصمة للمساهمة في عمليات الانقاذ ومنع عمليات النهب لكن هذا لم يوقف الانتقادات التي وجهها السكان للحكومة لتباطؤها في مواجهة الكارثة. ووصف رئيس مجلس الشعب الاستشاري امين ريس المساعدة التي قدمتها الحكومة لعشرات الالاف من المشردين بأنها ضئيلة للغاية وجاءت بعد فوات الاوان. وقال ان الاضرار التي سببها الفيضان في البلاد تستدعي "اعلان حدوث كارثة قومية" الا ان الحكومة رأت انه ليس هناك ما يدعو لذلك أو لتخصيص تمويل اضافي. وحمّل 38.5 في المئة من السكان في استطلاع أجرته مجلة "تمبو" الاسبوعية سلطات جاكرتا مسؤولية الخسائر الناجمة عن الفيضان لعدم وضعها خطة مسبقة للتعامل مع أوضاع كهذه، فيما أنحى 11.5 في المئة باللائمة على مشاريع التنمية التي أضرت بالبيئة. وفاقمت الأزمة في جاكرتا مشكلة النفايات التي تفجرت بين محافظة العاصمة وإدارة بلدية بيكاسي القريبة في شأن استخدام الأولى مكباً للنفايات في الأخيرة، على رغم الشكاوى من سوء معالجة هذه النفايات، فغصت جاكرتا بالنفايات قبل أزمة الفيضان. وبدأت حكومة ميغاواتي التي استرخت في الحكم منذ حزيران يونيو الماضي تواجه الحراك السياسي الذي اعتادت عليه الساحة السياسية في جاكرتا. اذ إن الفيضان وأزمة النفايات جعلا من الحكومة محل سخرية وتندر الشارع، وقد لا يطول هذا الجو الساخر، حتى يتحول إلى تعاط سياسي قد يستعيد الحكومة من غيابها أو يلحقها بالرئيس السابق واحد. من جهة أخرى رويترز، أعلنت الشرطة الاندونيسية أمس ان ما لا يقل عن 30 شخصا لقوا حتفهم في انهيارات ارضية وفيضانات في جاوة الشرقية بعد اكثر من اسبوع من الامطار الموسمية الغزيرة. وقال قائد الشرطة في جاوة الشرقية ان سكان بلدة بوندوسو على بعد نحو 800 كيلومتر شرق جاكرتا تجاهلوا تحذيرات السلطات واوامر الاجلاء. وفي سيتوبوندو على بعد 50 كيلومترا شمالا أءعلنت الشرطة ان 13 لقوا حتفهم نتيجة الفيضانات. وارتفع بذلك عدد القتلى في فيضانات اندونيسيا الى ما لا يقل عن 95 على مدى اسبوع.