علمت "الحياة" في صنعاء أن حواراً يجري منذ بضعة أيام في العاصمة السورية دمشق بين قيادات في الحزب الاشتراكي اليمني، في مقدمها علي صالح عباد مقبل الأمين العام وجارالله عمر عضو المكتب السياسي سكرتير اللجنة المركزية وقيادات اشتراكية سابقة موجودة في الخارج يمثلها حيدر ابو بكر العطاس رئيس الوزراء السابق وسالم صالح محمد عضو مجلس الرئاسة سابقاً وشعفل عمر عضو المكتب السياسي السابق، يهدف الى خلق قنوات للتواصل بين الحزب في الداخل وقياداته في الخارج واجراء اصلاحات حزبية تتعلق بإعادة كل العناصر الحزبية الموجودة في الخارج منذ حرب صيف عام 1994 الى صفوف الحزب ومنحهم حق المشاركة في اتخاذ القرار. وأكدت مصادر في الحزب الاشتراكي ل"الحياة" امس انعقاد مثل هذه اللقاءات واعتبرتها في اطار تنفيذ قرارات اللجنة المركزية الأخيرة قبل شهرين للتواصل مع القيادات في الخارج والتفاهم حول ضمان مستقبل الحزب الاشتراكي وعودة المفصولين الى صفوفه في ضوء رجوع الاشتراكي عن قراراته السابقة ضد عناصره. غير ان مصادر في المعارضة قالت ل"الحياة" بأن السيد علي ناصر محمد الرئيس السابق لما كان يعرف باليمن الجنوبي والأمين العام السابق للاشتراكي الذي أطيح في انقلاب دموي من جانب رفاقه في 13 كانون الثاني يناير عام 1986، يشارك في سلسلة الحوارات بين رفاق الأمس. ولفتت المصادر الى أن الحوارات تتم عملياً برعاية علي ناصر، الذي قالت انه قد يستأنف نشاطه السياسي في اليمن عبر الحزب الاشتراكي، ما يحتاج الى ترتيبات سياسية وحزبية تسبق انعقاد المؤتمر العام الرابع للحزب المرحلة الانتخابية في حزيران يونيو المقبل. ولم تستبعد المصادر نفسها ان تتخذ ترتيبات في دمشق تهيئ لعودة علي ناصر الى تزعم الحزب الاشتراكي للمرحلة المقبلة. وأضافت ان علي ناصر، اذا ما كانت لقاءات دمشق تتم برعايته، حقق بذلك نجاحاً كبيراً في تحقيق الخطوة الأولى على طريق العودة الى العمل السياسي عبر "الاشتراكي" الذي كان الى وقت قريب لا يزال يعتبر نفسه أمينه العام الشرعي. ورجحت تلك المصادر أن تكون لقاءات دمشق بين قيادات الاشتراكي في الداخل والخارج تتعلق بطموحات الحزب الاشتراكي في إنجاح المرحلة الانتخابية للمؤتمر العام الرابع وتصفية القضايا العالقة بما فيها مسألة العلاقة مع علي ناصر محمد وأنصاره، وفي ضوء ضغوط سياسية وحزبية يواجهها الحزب الاشتراكي من القيادات المؤثرة الموجودة في الخارج وفي مقدمها الدكتور ياسين سعيد نعمان وحيدر العطاس وسالم صالح محمد ومحمد سعيد عبدالله محسن. يذكر أن الحزب الاشتراكي يطالب الرئيس علي عبدالله صالح بمصالحة وطنية شاملة تضمن العفو عن جميع القيادات الانفصالية التي تمت محاكمتها وادانتها بالتخطيط للحرب والانفصال عام 1994 وفي مقدمها علي سالم البيض، والحوار معها كشرط لاغلاق ملفات الماضي في اليمن. كما أن علي ناصر محمد يقيم حالياً في دمشق ويرأس مركزاً باسمه هو المركز العربي للدراسات الاستراتيجية.