شاي تركيا - أ ف ب - أمضى الآلاف من سكان منطقة بولفادين في الغرب ليل الاحد الاثنين إما في العراء والبرد القارس أو، في أحسن الاحوال، في خيم، إثر تعرض المنطقة أول من أمس لزلزال شديد أسفر عن مقتل 45 شخصًا وجرح أكثر من 200. وأفادت حصيلة رسمية أن الزلزال الذي بلغت قوته ست درجات على مقياس ريشتر أدى إلى انهيار أكثر من 150 مبنى. وفي وقت تابعت الهزات الارتدادية ضرب المنطقة ليلاً، فضّل عدد من السكان قضاء الليل في العراء متحلقين حول النار وملتحفين بأغطية في حين وصلت درجات الحرارة الى خمسٍ تحت الصفر. وأوقفت فرق الدفاع المدني المزودة بكلاب بوليسية أعمال الانقاذ في وقت متأخر من ليل الاحد بعد نحو 12 ساعة من الزلزال الذي هز إقليم أفيون الزراعي والواقع على بعد نحو 250 كيلومترًا جنوب غربي أنقره. وقال خليل ابراهيم ترك أوغلو نائب حاكم الاقليم ل"وكالة الاناضول للانباء": "تبين لنا أنه لا يوجد ناجون تحت الانقاض. ولذلك انتهت أعمال البحث والانقاذ". وأعلنت السلطات التركية المعرضة لانتقادات بسبب تجاوبها البطيء مع زلزالين كبيرين هزّا البلاد عام 1999 أنها حرّكت سريعًا مستشفيات متنقلة ونقلت أغذية وبطاطين الى المنطقة وأقامت مراكز للاسعافات الاولية لمعالجة المصابين. وقال رئيس الوزراء التركي بولنت اجاويد ان الخبرة المكتسبة من الزلزالين السابقين اسهمت في اعداد حكومته بشكل افضل للتعامل مع الزلزال. وأضاف ان السلطات سارعت الى ارسال الامدادات ووسائل الايواء والطعام الى المناطق المنكوبة. إلا أن هذه المساعدات لم تكن كافية بالنسبة للكثير من الاتراك الذين أمضوا ليلهم في العراء ووجهوا انتقادات حادة الى الحكومة بسبب قلة الاغذية والمساعدات. وفتح الزلزال من جديد باب الجدل الذي كان دار حول الاجراءات الوقائية ونوعية إنشاء المباني إثر تعرض شمال غربي البلاد عام 1999 لهزتين عنيفتين أودتا بحياة 20 ألف شخص. وكتبت صحيفة "زمان" الاسلامية المعتدلة أنه "حتى العمارات الجديدة في المنطقة سقطت ما يثبت أننا لم نستخلص عبرًا من زلزالي 1999" عندما أسهمت رداءة نوعية البناء وتجاهل معايير السلامة إسهامًا كبيرًا في ارتفاع حصيلة الضحايا في شكل كبير.