تفتتح اليوم منافسات الدور ربع النهائي لمسابقة كأس الأمم الافريقية ال23 لكرة القدم المقامة حالياً في مالي وتستمر حتى الاحد المقبل بلقاءي مالي مع جنوب افريقيا، ونيجيريا مع غانا في باماكو، وهي تختتم غداً بمباراتي الكاميرون مع مصر والسنغال مع الكونغو الديموقراطية. ولم يشهد الدور الاول أي مفاجأة فتأهلت المنتخبات كلها الممثلة للقارة السمراء في مونديال 2002، باستثناء تونس التي كان خروجها منتظراً بعد العرض الباهت الذي قدمته في مباراتها الثانية امام مصر، وخسرتها صفر-1. ويتوقع ان يحفل لقاء جنوب افريقيا مع مالي بالندية والاثارة. ويأمل الاول بمتابعة تألقه في المسابقة القارية، والتي نجح دائماً في بلوغ الدور نصف النهائي فيها، فأحرز اللقب عام 1996 في جوهانسبورغ، وحل ثانياً عام 1998 في بوركينا فاسو، وثالثاً عام 2000 في غاناونيجيريا. وهو يعول على مهاجم اودينيزي الايطالي سيابونغا نومفيتي، الذي يعود الفضل اليه في الفوز الكبير على المغرب 3-1، بعدما صنع الهدفين الاولين وسجل الثالث عقب مشاركته احتياطياً في الدقيقة 32. ويملك مدرب جنوب افريقيا البرتغالي كارلوس كيروش اكثر من ورقة رابحة عبر مهاجم تشارلتون الانكليزي وهداف البطولة السابقة شون بارتليت، العائد من اصابة تعرض لها في المباراة الاولى امام بوركينا فاسو. ويشكل بارتليت الى جانب مهاجم بورتو البرتغالي بينيديكث ماكارثي قوة ضاربة في الهجوم الجنوب افريقي، وهو ما سيعتمد عليه كيروش لاختراق الدفاع المالي وهز شباكه. الا أن مهمة جنوب افريقيا لن تكون سهلة، خصوصاً انه سيلعب امام منتخب البلد المضيف، والذي يبقى احد افضل المنتخبات حتى الآن بعد العروض الجيدة التي قدمها في الدور الاول امام منتخبات نيجيريا وليبيريا والجزائر. وتكمن القوة الضاربة في صفوف الماليين، التي تضم معظم اللاعبين الذين قادوا منتخب بلادهم للشباب الى احتلال المركز الثالث في بطولة العالم التي اجريت العام الماضي في نيجيريا، في خط الوسط بقيادة الرباعي سومايلا كوليبالي وسيدو كيتا وباسالا توري وجبريل سيديبي، اضافة الى المهاجم المتألق مامادو باغايوكو. الجاران اللدودان من جهة اخرى، يترقب الجميع مواجهة ثأرية بين الجارين اللدودين نيجيرياوغانا، علماً ان الاول حرم الاخير من التأهل لنهائيات المونديال المقبل بخسارته امام نيجيريا في تصفيات المجموعة الثانية. والتقى المنتخبان ثلاث مرات في النهائيات حتى الان، فتعادلا في الاولى 1-1 عام 1978، وفازت نيجيريا في الثانية 2-1 عام 1984، وردت غانا في الثالثة بالنتيجة ذاتها عام 1992 في الدور نصف النهائي. وأكد مدرب نيجيريا شعيبو امودو أن المباراة ستكون صعبة "لأن المنتخب الغاني يملك لاعبين شباب يسعون الى اثبات الذات، خصوصاً بعد الفوز الاخير على بوركينا فاسو في الوقت بدل الضائع. سنعمل على استغلال الحماسة الزائدة لدى اللاعبين الغانيين، ونبلغ نصف النهائي، لأن همنا الوحيد هو تعويض خيبة الامل في الدورة الماضية على أرضنا حين خسرنا امام الكاميرون في المباراة النهائية". ايقاف هاني سعيد لن تضم تشكيلة منتخب مصر لمباراته المهمة والصعبة غداً امام نظيره الكاميروني اي لاعب "سعيد"، على رغم وجود ثلاثة لاعبين يحملون هذا الاسم في اللائحة، هم ابراهيم سعيد من الاهلي وطارق سعيد اندرلخت البلجيكي وهاني سعيد باري الايطالي، الذي تعرض اخيراً لعقوبة الايقاف بعدما ثبت تناوله عقاقير منشطة في المباراة الاولى امام السنغال. واحتج مسؤولو المنتخب المصري على العقوبة، وأكدوا براءة اللاعب من هذه التهمة وطالبوا بإعادة فحص العينة لاستجلاء الحقيقة، علماً ان طبيب المنتخب اشار الى ان هاني اجرى خلال ثلاثة مواسم مع باري اكثر من 20 فحصاً جاءت نتيجتها كلها سلبية. وكان المسؤولون في الاتحاد الافريقي ابلغوا محمود الجوهري، المدير الفني للمنتخب المصري، بضرورة استبعاده من المباراة السابقة امام زامبيا في انتظار نتيجة الفحص الثاني الذي سيخضع له تمهيداً لاتخاذ قرار ترحيله من البطولة او عدمه. وكان ابراهيم سعيد، مدافع الاهلي، الذي يشغل مركز هاني سعيد ذاته استبعد من التشكيلة قبل ساعات من بدء البطولة بسبب سلوكه السيئ وعدم التزامه بتعليمات المدرب، وسيتخذ الاتحاد اليوم في القاهرة قراراً بفرض العقوبة المناسبة عليه، والتي يتوقع ان تشمل غرامة مالية، بعدما اوضح تقرير الجوهري عدم ارتكاب اللاعب اي سلوك مشين وحرصه على الاعتذار بكل الوسائل للبقاء مع المنتخب بعد صدور قرار ترحيله. واخيراً يغيب طارق السعيد بسبب نيله الانذار الثاني في المباراة امام زامبيا، وهو اللاعب الوحيد بين المنتخبات الثمانية المشاركة في ربع النهائي الذي يغيب عن زملائه بسبب الايقاف. ومع غياب ثلاثة لاعبين دفعة واحدة ووجود ثلاثة حراس للمرمى في تشكيلة مصر لن يجد الجوهري الا 17 لاعباً فقط لقيدهم في لائحته للمباراة امام الكاميرون، علماً ان عدد المدافعين المسجلين هبط الى ثلاثة فقط، هم عبدالظاهر السقا ووائل جمعة وعمرو فهيم. وتزداد متاعب الجوهري بوجود خمسة مصابين في صفوفه، وتحيط الشكوك باحتمال مشاركة هاني رمزي الذي خرج من المباراة امام زامبيا غير قادر على السير، وكذلك خالد بيبو الذي اصيب في المباراة امام تونس، والاخير هو مصدر الرعب لدى مدرب الكاميرون لأنه الاسرع بين لاعبي "الفراعنة"، علماً ان نقطة الضعف الرئيسة في دفاع الكاميرون تكمن في نقص الرشاقة. ولا تزال جاهزية الثلاثي حسام حسن وحازم امام ومحمد بركات غير مكتملة، بينما تدرب عصام الحضري، حارس المرمى الاساسي، بقوة بعد شفائه من الكدمة التي لحقت به في مباراة زامبيا.