يبحث المغرب عندما يواجه جنوب افريقيا اليوم عن نقطة واحدة تكفيه للتأهل للدور الربع النهائى من نهائيات كأس الامم الافريقية الثالثة والعشرين لكرة القدم المقامة في مالي وتستمر الى 10 شباط فبراير، لكن مهمته لن تكون سهلة بأي حال من الاحوال. ويعم القلق الجانب المصري الذي يواجه زامبيا غداً في مباراة حاسمة، حتى ان المدير الفني محمود الجوهري لم يعد ينام ليلاً او نهاراً في انتظار هذا اللقاء. اما اسطورة كرة القدم الافريقية الليبيري جورج ويا، فقد انهى مشواره مع المشاركات الدولية بعد خروج منتخب بلاده من الدور الاول... وتمنى الا يرتدي اي لاعب آخر الرقم 14، الذي ارتداه هو لمدة 15 عاماً، على غرار ما حصل مع النجم الارجنتيني دييغو ارماندو مارادونا. لم يعرف المدير الفني لمنتخب مصر محمود الجوهري في نهائيات كأس الامم الافريقية الثالثة والعشرين لكرة القدم المقامة حالياً في مالي، طعم النوم في الليالي التي سبقت مباراته اليوم ضد زامبيا في ختام لقاءات المجموعة الرابعة. ويقضي الجوهري غالبية وقته في النهار بين المران المزدوج صباحاً ومساء وبين المحاضرات النظرية للفريق ثم للخطوط المختلفة، وفي لقاءات فردية مع عدد من اللاعبين. وهو اجتمع اول من امس مع حسام حسن الذي لحق اخيراً بزملائه في باماكو، ثم مع هاني رمزي الذي سلم شارة قائد المنتخب ومسؤولية قيادة زملائه في المعسكر إلى زميله الاكبر حسام، واجتمع في النهاية مع أحمد حسام. ولا يدخل الجوهري غرفته الا ومعه زملاؤه في الجهاز الفني حيث يتبادلون الآراء حول افضل اساليب اللعب وأحسن التشكيلات التي يبدأ بها مباراة زامبيا. وعقب انصراف زملائه في توقيت متأخر الى غرفهم للنوم يبدأ الجوهري في مشاهدة تسجيلات مباراتي زامبيا السابقتين ضد تونسوالسنغال، ويعكف على ايقاف الشريط اكثر من مرة في الموقف الذي يتكرر من لاعبي زامبيا ليتعرف على اساليبهم الهجومية ومفاتيحهم الدفاعية. وهو يرى أن زامبيا من افضل المنتخبات المشاركة في البطولة على الصعيد البدني، وهي متميزة ايضاً في تنفيذ الهجوم الخاطف مستغلة سرعة المهاجم القناص دنيس لوتا "مباراة زامبيا هي الاهم لمصر في البطولة، والوصول الى ربع النهائي كفيل بارتفاع معنويات وطموحات ومستوى لاعبيه في الادوار التالية". وينهي الجوهري مشواره مع تدريب المنتخب بنهاية البطولة الافريقية الحالية بعد 15 عاماً من الجهد الشاق في هذا المجال، لكنه اكد انه لن يترك المجال ابداً وقد يتولى تدريب احدى الفرق المحلية، أو العمل مستشاراً لإحدى الجهات العليا، وهو تلقى وعوداً من مسؤولين في الاتحاد الافريقي لمنحه منصباً رفيعاً في اللجنة الفنية. نقطة واحدة يحتاج المنتخب المغربي الى نقطة واحدة لبلوغ الدور ربع النهائي عندما يواجه نظيره الجنوب افريقي اليوم في سيغو ضمن الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة الثانية، وتلعب ضمن المجموعة ذاتها غانا مع بوركينا فاسو في موبتي. ويتصدر المغرب المجموعة ب4 نقاط من تعادل سلبي مع غانا وفوز على بوركينا فاسو 2-1، بفارق نقطتين امام غاناوجنوب افريقيا من تعادلين سلبيين، فيما تحتل بوركينا فاسو المركز الاخير ولها نقطة واحدة. وتبقى الاحتمالات مفتوحة في المجموعة وحظوظ جميع المنتخبات قائمة لبلوغ الدور الربع النهائي، بيد أن الاقرب الى التأهل هو المنتخب المغربي الذي يكفيه التعادل لحجز البطاقة. وأكد المدرب البرتغالي هومبرتو كويليو أنه لن يهدر فرصة المغرب لمتابعة المشوار في النهائيات "التعادل يكفينا لتخطي الدور الاول، لكننا لن نلعب من أجل نقطة واحدة بل لكسب ثلاث نقاط وتصدر المجموعة. سنتابع الطريق التي سطرناها منذ وصولنا الى مالي، ونتائجنا تتحسن من مباراة الى أخرى". وسيشهد اللقاء مواجهة ثانية بين مدربي المنتخبين كويليو ومواطنه كارلوس كيروش الذي يشرف على تدريب جنوب افريقيا. ويعرف المدربان بعضهما جيداً وطموحاتهما واحدة. ويسعى كيروش بدوره الى قيادة منتخبه الى احراز اللقب لتعزيز حظوظه في البقاء على رأس الادارة الفنية لمنتخب السنغال وقيادته في المونديال. وفي المباراة الثانية، تبدو كفة غانا راجحة للتغلب على بوركينا فاسو وبالتالي بلوغ الدور ربع النهائي. والتقى المنتخبان مرة واحدة في النهائيات وكانت عام 1978 وفازت غانا 3-صفر. ويا يودع الاضواء وكانت نيجيريا قد تأهلت للدور المقبل اثر فوزها على ليبيريا بهدف سجله جوليوس اغاهوا 64، فرفعت رصيدها الى 7 نقاط وتصدرت المجموعة بفارق نقطتين امام مالي المنظمة التي فازت على الجزائر 2-صفر. وارتفع عدد المنتخبات التي بلغت ربع النهائي الى اربعة بعد تأهل الكاميرونوالسنغال من الجولة الثانية. ولم يرق اداء الليبيريين الى المستوى المطلوب واكتفوا ببعض الهجمات المرتدة التي واجهت دفاعاً نيجيرياً صلباً. وودع اسطورة كرة القدم الافريقية الليبيري جورج ويا الملاعب الدولية لاعباً ومدرباً بعد خروج بلاده من المنافسات. ودفع ويا 35 عاماً كل نفقات المنتخب من جيبه الخاص، معتبراً انه كوفئ بشكل سيىء ومتهماً الحكومة بأنها لم تدفع قرشاً واحداً للمنتخب من اجل الاستعداد لامم افريقيا. وودع افضل لاعب في اوروبا والعالم عام 1995 الملاعب اول من امس في موبتي الواقعة على بعد 650 كلم شمال العاصمة المالية باماكو، وحيا المتفرجين الذين قارب عددهم السبعة آلاف. وهو قال: "هذه المرة، انتهى الامر. انها مباراة كبيرة في آخر ظهور لي. بالتأكيد كنت اريد الفوز، لكنني مسرور وفخور بالمنتخب". ويأمل ويا، الذي يلعب في نادي الجزيرة الاماراتي، الا يترك خلفه حقلاً من الخراب "آمل ان يستطيعوا الاستمرار بدوني مستقبلاً، فالمنتخب قطع خطوات كبيرة في السنوات الماضية ومن المخزي ان يقف عندها". وعلى غرار النجم الارجنتيني السابق دييغو مارادونا، يأمل ويا ان يسحب الاتحاد الليبيري للعبة بعده الرقم 14 الذي هو رقمه من التداول وذلك تكريماً له "لا استطيع فرض اي شيء، لكنه امر اقدره حق قدره. لقد حملت الرقم 14 طوال 15 عاماً وهذا يعني لي الكثير". خروج متوقع للجزائر القى خروج الجزائر من الدور الاول بظلاله على الصحافة الجزائرية الصادرة امس باللغتين العربية والفرنسية، وتكفي قراءة العناوين للوقوف على حجم المرارة، وعنونت ليبرتي الحرية "الغرق في باماكو"، ولا نوفيل ريبوبليك الجمهورية الجديدة "افريقيا تتقدم، الجزائر تتراجع"، والوطن "الاخضر عاد صفر اليدين"، و"لو كوتيديان دوران" يومية وهران "خرجنا من الباب الضيق". وكتبت "صوت الاحرار" بالعريبة "الاخضر اذل مرة جديدة"، و"الخبر" الناطقة بالعربية ايضاً "منتخب الهزائم... من خيبة الى اخرى". وأجمعت الصحف على ان "تعثر المنتخب الجزائري كان متوقعاً وليس مفاجئاً". ميشال من جانبه، جدد المدرب الفرنسي هنري ميشال امس تخوفه بشأن مستقبل المنتخب التونسي، وقال قبل المباراة الحاسمة ضد السنغال المقررة غداً "المنتخب مريض، ونحن بصدد البحث عن الوصفة التي ستشفيه وتضعه على الطريق الصحيحة". وأضاف "يعاني المنتخب من مجموعة من المشاكل واتضح ذلك جلياً في المباراة "الكارثية" ضد مصر، فهناك مشاكل بدنية وفنية وتكتيكية وذهنية، ومن المستحيل مواصلة العمل بهذه الطريقة".