تبدأ اليوم مباريات الجولة الثانية من نهائيات كأس الامم الافريقية الثالثة والعشرين لكرة القدم المقامة حالياً في مالي، فيلتقي اصحاب الارض مع نيجيريا، وغانا مع جنوب افريقيا. وانتقد الفرنسي هنري ميشال اداء منتخب تونس امام زامبيا، في حين اعرب المدرب الجزائري رابح ماجر عن تفاؤله بمستقبل الكرة الجزائرية، مؤكداً انها تسير على الطريق الصحيحية. وفي القاهرة، بدأ الاتحاد المصري تحقيقاً مع المدافع ابراهيم سعيد الذي اعادته ادارة البعثة المصرية الى بلاده بعد ارتكابه مخالفات مسلكية في باماكو. بدأ صباح أمس في مقر الاتحاد المصري لكرة القدم التحقيق مع مدافع النادي الاهلي ابراهيم سعيد المطرود من صفوف المنتخب المشارك في نهائيات كأس الامم الافريقية الثالثة والعشرين لكرة القدم المقامة حالياً في مالي. ووجه محسن صالح المستشار القانوني للاتحاد ثلاثة اتهامات رئيسة الى اللاعب هي الهروب المتعمد من المشاركة امام السنغال، وزعزعة الاستقرار في صفوف المنتخب خلال فترة الاعداد واثناء النهائيات، والاساءة المتعمدة الى اعضاء الجهاز الفني والى زملائه اللاعبين! لكن سعيد نفى كل الاتهامات، واوضح أنه اعتذر عن عدم اللعب أمام السنغال لأنه كان يمر بحال نفسية سيئة "ولو أصر الجوهري على اشتراكي لخضت المباراة لأن القرار الاخير يعود اليه"، واضاف "وخلافاتي المتكررة مع اللاعبين كانت انعكاساً طبيعياً للحال التي امر بها منذ فترة غير قصيرة، وعموماً انا أسف جداً لقرار ابعادي من المنتخب، وهو ما يمثل أقسى عقوبة نلتها في حياتي". حكام الجولة الثانية على صعيد آخر، أعلن الصومالي فرح أدو نائب رئيس الاتحاد الافريقي رئيس لجنة الحكام العليا أمس لائحة بأسماء الحكام المختارين لإدارة مباريات الجولة الثانية من المنافسات، وبات الليبي عبدالحكيم الشيلماني أول من يدير مباراتين بعد اختياره لادارة مباراة السنغال وزامبيا بعد غد ضمن المجموعة الرابعة، وسبق للشيلماني ان ادار مباراة الافتتاح بين ماليوليبيريا بنجاح. ووقع الاختيار على الحكمين العربيين المصري جمال الغندور والتونسي مراد الدعمي - وكلاهما يشارك في نهائيات كأس العالم المقبلة الصيف المقبل - والاسباني ارتورو ايبانيز لادارة أقوى مباريات الجولة الثانية. ويدير الاول مباراة الكاميرون مع ساحل العاج ضمن المجموعة الثالثة، والثاني لقاء جنوب افريقيا مع غانا في المجموعة الثانية، ويتولى الثالث قيادة المواجهة الأصعب بين تونس ومصر ضمن المجموعة الرابعة. واختير الكاميروني افيلمي ديفيني لمباراة ليبيريا مع الجزائر، والغاني أليكس كوارتي لمباراة مالي مع نيجيريا في المجموعة الاولى، والموريشيوسي المخضرم كي تشونغ ليم، الذي يشارك في الدورة الخامسة على التوالي، مباراة المغرب مع بوركينا فاسو في المجموعة الثانية، وتنحسر الاضواء عن مباراة توغو ضد الكونغو الديموقراطية ويديرها الاثيوبي تسيما هايلي ميلال. انتقادات وآمال انتقد مدرب منتخب تونس، الفرنسي هنري ميشال اداء لاعبيه الباهت امام زامبيا، ورأى انهم ظهروا بأقل من امكاناتهم "وعانوا من سوء التصرف في ظل تركيز مفقود وروح مغامرة معدومة، ما اوجد عقبات عدة في طريق تحقيقهم الفوز المنطقي في ظل سيطرتهم الكاملة على مجريات المباراة". واضاف: "اذا كان ذلك افضل ما يستطيعونه، فنحن قلقون على اوضاعنا في منافسات المونديال المقبل في كوريا الجنوبية واليابان. اعتقد ان المنتخب قادر على اللعب بشكل افضل، لكن هناك نقاط ضعف عدة في اداءي خطي الهجوم والدفاع، ما يتطلب العمل بشكل جاد لتجاوزها". وحدد ميشال المشكلة الاكبر التي يواجهها المنتخب في مباراته غداً امام مصر في هبوط معنويات لاعبيه "سيكون الفوز عسيراً وصعباً في حال عدم تقديمنا عرضاً راقياً خصوصاً في خط الدفاع، الذي يفتقد لاعبوه التمركز الجيد والسرعة والقدرة على اعتراض الكرات والتشتيت بشكل مناسب". وانتقد ميشال ايضاً الاندية الايطالية لعدم احترامها اللاعبين التوانسة، باعتبار ان حسان القابسي، الذي يدافع عن الوان فريق جنوى من الدرجة الثانية، لم يمنح فرصة الخلود الى الراحة في الفترة الاخيرة من اجل توفير العلاج المناسب للاصابة في كاحله، وبالتالي تحسين جهوزيته الفنية في هذه البطولة". اما مدرب منتخب الجزائر رابح ماجر، فأكد ان "مباراتنا امام ليبيريا غداً ستكون صعبة جداً، سنواجه منتخباً قوياً يلعب من دون اي نقص ويملك لاعبين مخضرمين لهم من الخبرة الدولية والقارية ما يكفي لقلب نتيجة المباراة في أي وقت خصوصاً بوجود الثلاثي جورج ويا وجيمس ديبا وفرانك سيتور". وأضاف "ندرك جيداً اننا مرغمون على الفوز وسنبذل كل الجهود لكسب ثلاث نقاط". وأعرب ماجر عن ارتياحه للتطور الكبير الذي حصل داخل صفوف المنتخب "الجهود التي بذلناها في الفترة القصيرة التي تسلمت فيها المنتخب حتى الان والتي بلغت 4 أشهر بدأت تعطي الثمار، لكن يجب ألا ننسى ان خسارتنا امام نيجيريا منطقية لأنها تلعب بالتشكيلة ذاتها منذ 10 سنوات، واللاعبون يعرفون بعضهم البعض جيداً كما ان احترافهم في ابرز الاندية الاوروبية يساعدهم كثيراً على توزيع جهودهم بذكاء طيلة الدقائق التسعين، وهو ما أحاول تحقيقه داخل صفوف المنتخب". مباراتا اليوم وتنطلق اليوم مباريات الجولة الثانية، فتلتقي نيجيريا متصدرة المجموعة الاولى ووصيفة الدورة الماضية مع مالي، وكانت الاولى تغلبت على الجزائر 1-صفر في الجولة الاولى، في حين سقطت مالي في فخ التعادل امام ليبيريا 1-1 في مباراة الافتتاح. وتبدو كفة النيجيريين راجحة لتحقيق الفوز الثاني على التوالي نظراً الى النجوم الذين يشكلون العمود الفقري لتشكيلتها الاساسية وكذلك العرض الجيد الذي قدمته في المباراة ضد الجزائر وكان بامكانها الفوز بأكثر من هدف واحد. ويأخذ النيجيريون مشاركتهم في النهائيات القارية مأخذ الجد خصوصاً أنها الفرصة الاخيرة أمام اللاعبين لاظهار مؤهلاتهم الحقيقية قبل 4 أشهر من مونديال كوريا الجنوبية واليابان. وأبهرت نيجيريا المتتبعين في مباراتها الاولى بلعبها الجماعي البعيد كل البعد عن المحاولات الفردية، وكان لاعب وسط باريس سان جرمان الفرنسي اغوستين اوكوتشا محور هجماتها وصانع ألعابها الى جانب فينيدي جورج الذي ابدع بدوره في وسط الملعب. من جانبه، اكد مدرب مالي، البولندي الاصل الفرنسي الجنسية هنري كاسبرجاك ان معنويات اللاعبين عالية وهم على أتم الاستعداد لمجابهة النيجيريين وتعويض التعادل المخيب في المباراة الافتتاحية. وقال: "ان الشعب المالي ينتظر الكثير من المنتخب ونحن ندرك ذلك، قدمنا مباراة جيدة ضد ليبيريا وسيطرنا على المجريات منذ البداية لكن الحظ لم يحالفنا للتسجيل". وفي مباراة ثانية، ترفع غانا شعار الثأر عندما تواجه جنوب افريقيا، والتقى المنتخبان مرتين في النهائيات وكان الفوز حليف جنوب افريقيا 3-صفر في الدور نصف النهائي عام 1996، و1-صفر في الدور ربع النهائي من الدورة الماضية. ولم يذق أي من المنتخبين المرشحين لانتزاع بطاقتي المجموعة طعم الفوز في الجولة الاولى وسقطا في فخ التعادل السلبي: غانا امام المغرب وجنوب افريقيا امام بوركينا فاسو. ويغيب عن صفوف غانا مدافعها الدولي الحائز لقب دوري ابطال اوروبا مع بايرن ميونيخ الالماني العام الماضي صامويل كوفور بعد ابعاده من قبل المدرب فريد اوسام ديودو لأسباب اخلاقية. وكان كوفور، المرشح لنيل لقب افضل لاعب في القارة السمراء الى جانب الكاميروني صامويل ايتو والسنغالي الحجي ضيوف، انتقد العرض الذي قدمه زملاؤه ضد المغرب وتوجه بالكلام الى المدرب الذي طلب منه عدم التدخل في ما لا يعنيه. في المقابل، لن تخوض جنوب افريقيا المباراة بصفوف مكتملة، لكنها تأمل بتحقيق الفوز لتعزيز حظوظها في بلوغ الدور ربع النهائي خصوصاً ان مباراتها الاخيرة لن تكون سهلة حين تلتقي مع المغرب. من جانبه، اعلن مدرب منتخب جنوب افريقيا، البرتغالي كارلوس كيروش، ان لاعب وسط وقائد المنتخب شون بارتليت سيغيب عن الملاعب لمدة 10 ايام. وقال كيروش في مؤتمر صحافي ان بارتليت تعرض "لضربة" في مباراة جنوب افريقيا وبوركينا فاسو صفر-صفر في الجولة الاولى، مما ادى الى تمزق في عضلات فخذه الايمن. واشار الى ان بارتليت لن يكون ضمن التشكيلة التي ستواجه غانا اليوم، وسيقوم طبيب المنتخب في الايام الثلاثة المقبلة بتحديد مدى خطورة اصابته.