برلين، انقرة، ميونيخ - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - واصلت واشنطن حملتها على الدول التي سماها الرئيس جورج بوش "محور الشر"، وركّزت خصوصاً على العراق، إذ حمل السناتور الجمهوري جون ماكين على بغداد وتحدث عن احتمال توجيه "انذار أخير" الى الرئيس صدام حسين. وفي لهجة متشددة أكد نائب وزير الدفاع الأميركي بول وولفويتز ان "الدول التي تتسامح مع الارهاب أو تدعمه حذرت وتجري مراقبتها وستحاسب على ما تفعله في هذا الصدد". وأفيد ان رئيس الوزراء التركي بولنت اجاويد الذي زار واشنطن أخيراً سيوجه رسالة الى صدام يؤكد فيها ضرورة السماح لمفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة بالعودة الى العراق، أو "مواجهة خطر الحرب". وقال ماكين في مؤتمر الأمن الدولي في مدينة ميونيخ: "من جانب الديكتاتور صدام حسين يخرج خطر تطوير اسلحة الدمار الشامل واستخدامها". وأضاف: "هناك ارهابي يحكم في بغداد"، مكرراً ان "الجبهة التالية بعد افغانستان ستكون العراق". كلام ماكين سبق كلمة القاها نائب وزير الدفاع الأميركي أمام 400 وزير دفاع وخارجية وخبير أمني من 40 دولة تقريباً، وأكد فيها "استعداد الولاياتالمتحدة لمحاربة الارهاب خارج افغانستان". وزاد: "كل دولة تعرف الآن اننا لا يمكن ان نقبل ولن نقبل بالدول التي تؤوي عملاء الارهاب أو تدربهم أو تمولهم. وحُذرت هذه الدول وهي تحت المراقبة وستحاسب". وأشاد بتركيا التي اعتبرها "نموذجاً لتطلعات العالم الاسلامي لاحراز الديموقراطية"، وبأندونيسيا التي وصفها بأنها "المثل المهم"، وكذلك باكستان والأردن والمغرب، مطالباً العالم الاسلامي بالمشاركة في حملة مكافحة الارهاب، ومجدداً تحذير "كل من يدعم الارهابيين". ودعا حلف الاطلسي الى تطوير قدراته "لمكافحة الارهاب"، وشدد على ان "التصدي للارهاب المرتبط في شكل واضح بأسلحة الدمار الشامل، من المهمات الأساسية للحلف". الى ذلك أفادت صحيفة "صباح ديلي" التركية ان اجاويد الذي اجتمع مع الرئيس جورج بوش أخيراً، انتهى ومستشاروه من اعداد رسالة سيرسلها الى بغداد الاسبوع المقبل، جاء فيها: "اسمحوا لمفتشي الأسلحة بالدخول الى بلدكم، وأوقفوا انتاج اسلحة الدمار الشامل، واذا لم تفعلوا فإن الولاياتالمتحدة التي تساورها المخاوف في شأن انتاج الاسلحة الكيماوية، قد تفكر في تنفيذ عملية ضد العراق، ما سيجر المنطقة بأسرها الى الحرب". في غضون ذلك، اعلن القائد الأميركي للمحيط الهادي الاميرال دنيس بلير أمس ان الولاياتالمتحدة بدأت التفاوض على العودة الى قاعدتها البحرية الكبيرة السابقة في جنوبفيتنام، بعد ان يغادر الروس المنشآت التي استخدموها ابان الحرب الباردة. وقال بلير الذي يزور فيتنام ان البحرية الأميركية تسعى الى الحصول من عدوها الفيتنامي السابق على "ترتيب" يسمح لها باستخدام قاعدة "كام رانه باي" في وسط البلاد، لعمليات توقف أو عمليات لوجستية أخرى في جنوب شرقي آسيا.