سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الحياة" تنشر تفاصيل عن أفرادها وتنقلاتهم ولقاءاتهم مع ضباط "موساد"... والايقاع بهم . مخابرات الجيش اللبناني توقف شبكة تجسس عملت لمصلحة اسرائىل وأفشت معلومات أمنية
في عملية أمنية دقيقة نجحت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني في الكشف عن واحدة من أخطر شبكات التجسس لمصلحة المخابرات الاسرائىلية الموساد مضى على تأسيسها نحو عشر سنوات وتوقيف عناصرها. وتتألف من ثلاثة لبنانيين ويتزعمها عماد حسين الرز الذي اوقف قبل عشرة ايام في مطار بيروت الدولي اثناء عودته من روما بعدما التقى احد كبار ضباط المخابرات الاسرائىلية في سفارة اسرائىل هناك. تمكنت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، بعد تلقيها معلومات منذ نحو ستة أشهر عن وجود شبكة من ثلاثة اشخاص تتجسس لمصلحة اسرائىل، من القاء القبض عليهم فاعترفوا بتورطهم في علاقة مباشرة مع المخابرات الاسرائىلية الموساد بدأت في مطلع العام 1993 واستمرت حتى تاريخ توقيفهم. وأدلى هؤلاء بمعلومات خطيرة ودقيقة بعد اخضاعهم الى تحقيق امني، وتقرر في ضوء اعترافاتهم احالتهم على القضاء العسكري الذي تسلمهم امس مع محضر كامل بكل ما اعترفوا به، تمهيداً للادعاء عليهم من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية ومحاكمتهم بتهمة التجسس. وأصدرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه امس البيان الآتي عن القضية: "تمكنت مديرية المخابرات في الجيش بعد سلسلة تحريات وتحقيقات من كشف وتوقيف شبكة تجسس لمصلحة العدو الاسرائىلي تضم عماد حسين الرز 43 سنة مدير في احد مستشفيات بيروت، ومحمد عبدالعزيز ابي ملحم 45 سنة - شغل في السابق وظيفة نائب لمدير احد المصارف، ورضوان خليل الحاج 38 سنة - تاجر. واعترف افراد الشبكة بالعمل لمصلحة المخابرات الاسرائىلية منذ العام 1993 وحتى تاريخه، وزودوا العدو بمعلومات عن تحركات ومراكز الجيشين اللبناني والعربي السوري ونشاطات المقاومة وبعض الشخصيات السياسية اللبنانية، وعن مؤسسات اقتصادية ومصرفية وسياحية وحركتها الاقتصادية، وكانوا يسلمون المعلومات لضباط من المخابرات الاسرائىلية يلتقونهم بناء على تخطيط مسبق في عدد من السفارات الاسرائىلية في بعض العواصم الاوروبية. كما قام افراد الشبكة بتجنيد اشخاص للعمل لمصلحة المخابرات الاسرائىلية وتأمين لقاءات لهم خارج لبنان مع الضباط الاسرائيليين، وتقاضوا مقابل هذه الاعمال مبالغ مالية ضخمة. وأحيل الموقوفون الى القضاء المختص". التفاصيل وفي التفاصيل التي حصلت عليها "الحياة" من مصادر أمنية، ان عملية التوقيف بدأت بالقاء القبض قبل اكثر من اسبوعين على رضوان الحاج وهو لبناني من بلدة بلاط قضاء مرجعيون ومن مواليد الكويت، يتعاطى التجارة الحرة. وذلك بناء لمعلومات تلقتها مديرية المخابرات ودققت فيها الى ان ثبت لها ان الحاج متورط مع آخرين في التجسس لمصلحة اسرائىل. وأشارت المصادر الى توقيف عماد الرز من بلدة الغازية قضاء الزهراني في مطار بيروت بتاريخ 17 الجاري أثناء عودته من روما، وهو يعمل مسؤولاً عن قسم المحاسبة في مستشفى الشرق الاوسط الكائن في الرملة البيضاء في بيروت. كما اوقف محمد ابو ملحم قبل نحو ثمانية ايام وهو من بلدة مليخ قضاء جزين. وكان يعمل سابقاً نائباً لمدير بنك نصر الافريقي في شارع الحمراء، قبل ان يقفل العام 1990 بسبب الصعوبات المالية التي واجهته ما اضطر مصرف لبنان المركزي الى وضع اليد عليه بناء لاشارة من جمعية المصارف. واستناداً الى المعلومات فإن ابو ملحم امضى عقوبة في السجن، بعد الادعاء عليه بتهمة تزوير تواقيع عدد من المودعين وقيامه بسحب الاموال من صندوق المصرف بالإنابة عنهم، إضافة الى انه حوكم بتزوير توقيع احد المدعين العامين في محاولة لتسريع الافراج عنه قبل ان يمضي كامل عقوبته، ما تسبب له بعقوبة جديدة. ولفتت المصادر الى ان شبكة التجسس هذه التي ضبطت تعتبر واحدة من أخطر شبكات التعامل مع العدو الاسرائىلي وتأتي في المرتبة الثانية بعد الشبكة التي كانت أوقفت منذ اكثر من ثلاث سنوات بقيادة احد حراس المجلس النيابي الموقوف حالياً، المدعو حسين عليان من بلدة البياضة في قضاء صور الذي التحق بشرطة المجلس وهو برتبة معاون في الجيش اللبناني وعمل في غرفة عمليات المقاومة التابعة لحركة "أمل" وتم توقيفه بالتنسيق بين مخابرات الجيش والأجهزة الأمنية التابعة للحركة. وتجنبت المصادر الأمنية الدخول في تفاصيل عملية مراقبة الشبكة وقالت ان جهاز الموساد وضع بتصرف اعضائها مبالغ كبيرة من المال لتجنيد عملاء لهم داخل لبنان وخارجه، مشيرة الى ان المخابرات حصلت بطريقتها الخاصة على معلومات دقيقة تتعلق بتحرك الموقوفين الثلاثة، وتولت التحري والاستقصاء عنهم ومراقبتهم لدى سفرهم الى عواصم اوروبية وعودتهم منها. ورفضت المصادر الكشف عن اشخاص تم تجنيدهم من الشبكة عما اذا تم توقيف بعضهم. وتابعت انها تحاول التقصي الآن لمعرفة ما اذا كان افراد الشبكة على علاقة بضباط الموساد اثناء وجودهم في الجنوب طوال فترة الاحتلال الاسرائىلي له، مشيرة الى ان المعلومات الاولية تؤكد عدم انتقالهم في هذه الفترة الى ما كان يسمى بالشريط الحدودي المحتل. وعزت السبب الى رغبتهم في ابعاد الشبهة عنهم، على رغم ان الحاج هو من بلدة بلاط التي كانت خاضعة للاحتلال الاسرائىلي، اضافة الى ان دورهم اقتصر على الارتباط بضباط الموساد المقيمين في السفارات الاسرائىلية في عواصم اوروبية عدة او اولئك الذين يترددون اليها للقيام بمهمات امنية خاصة. وكشفت المصادر النقاب عن ان روما كانت تعتبر المحطة الاولى لأفراد الشبكة للاتصال بضباط الموساد، إضافة الى اضطرارهم احياناً لتبديل هذه المحطة تجنباً للمراقبة، وقد اعترفوا بالقيام بزيارات للسفارات الاسرائىلية في لندن وباريس وبوخارست ونيقوسيا. وأكدت ان الثلاثة كانوا يلتقون احياناً مجتمعين مع ضباط الموساد لكنهم يتجنبون الانتقال معاً في الرحلة نفسها، ويضطرون احياناً الى عدم السفر مباشرة الى الامكنة المحددة للقاءات ويفضلون الوصول اليها من طريق عاصمة اوروبية ثانية. واذ رفضت المصادر الكشف عن طبيعة الوثائق التي ضبطت ومحتواها علمت "الحياة" ان الرز كان يستخدم في اتصالاته جهازي خلوي سويسري واسرائىلي. وتكتمت المصادر على معلومات عن احتمال سفرهم الى اسرائىل، وقالت ان تحقيقات دقيقة اجريت معهم "لسنا في وارد الكشف عن مضمونها". ومن أبرز النشاطات التي اعترف الموقوفون القيام بها: - الترويج في لبنان لمعلومات كاذبة عن الوضعين الاقتصادي والمالي، اضافة الى محاولتهم وضع تقارير غير صحيحة تتعلق بأوضاع المصارف اللبنانية والترويج لها في لبنان، خصوصاً ان ابو ملحم كان يعمل في الحقل المصرفي وكذلك تزويد الموساد بتقارير خاصة لدى طلبها منهم. - استقصاء معلومات عن مصير الطيار الاسرائىلي رون اراد والجنود الاسرائىليين الثلاثة الذين اسرتهم المقاومة الاسلامية في مزارع شبعا المحتلة في السابع من تشرين الاول اكتوبر عام 2000. - جمع معلومات عن الجيش السوري وأماكن وجوده على الاراضي اللبنانية والتقصي عن تحركاته وتنقلاته. - التركيز في شكل اساسي على مراقبة تحركات "حزب الله" وقيادات المقاومة الاسلامية، اضافة الى رصد دقيق لنشاطات الحزب من مهرجانات وتجمعات ولقاءات تخصص لجمع التبرعات للمقاومة واعداد لوائح بأسماء المتبرعين والمساهمين والشخصيات السياسية التي تربطها علاقات بالحزب. - رصد تحركات ابرز القيادات السياسية واعداد تقارير تتعلق بنشاطاتها.