أبدى الامين العام الجديد لاتحاد المغرب العربي السيد الحبيب بولعراس تفاؤله بتطويق الخلاف القائم بين المغرب والجزائر حول قضية الصحراء. وقال في تصريح امس في الرباط ان العزيمة التي يُعبّر عنها القادة المغاربيون ستجسد الخيار المغاربي عبر "تجاوز ما يحدث من صعوبات". ورأى لدى تسلمه مسؤولية الامانة العامة للاتحاد خلفاً للسيد محمد عمامو، ان طرق حل الخلافات تكمن في "ازالة الصعوبات او مداواتها"، في اشارة الى تاثير الخلاف الصحراوي وانعكاسه السلبي على المسار المغاربي. ونقلت وكالة "فرانس برس" امس عن مصدر في الأمانة العامة للاتحاد المغربي ان لجنة المتابعة الوزارية للاتحاد ستجتمع الخميس في الرباط لتقويم "مسار الاندماج الاقليمي". وأضافت ان هذا الاجتماع الذي سيشارك فيه بولعراس، سيُعقد على مستوى كتاب الدولة في وزارات الخارجية في الدول الخمس الأعضاء المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا وموريتانيا. ونسبت الى المصدر ذاته ان اجتماعاً للخبراء سيعقد الثلثاء والاربعاء تمهيداً للقاء لجنة المتابعة. ويأتي اجتماع اللجنة في وقت قال مصدر برلماني في الجزائر رويترز ان لجنة الشؤون السياسية التابعة لمجلس الشورى في اتحاد المغرب العربي تستعد للاجتماع في العاصمة الجزائرية يومي 27 و28 شباط فبراير الجاري ل"تقويم العمل المغاربي وتحريك هياكل الاتحاد واجهزته". ومن المقرر عقد اجتماع قمة للاتحاد في الجزائر في الربع الثاني من هذه السنة. واستضافت تونس سنة 1994 آخر القمم المغاربية. الى ذلك، اتهمت أمس صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" التي يديرها رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي، الجزائر بأنها تمارس "اللعب بالنار". وعلّقت على مذكرة الحكومة الجزائرية التي سلمها مندوبها في الاممالمتحدة السيد عبدالله باعلي الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان والتي اكدت رغبة الجزائر في درس اقتراح تقسيم الصحراء، فقالت ان موقف الجزائر "يهدد بوأد المغرب العربي". ورأت ان الجزائريين الذين "تعودوا على اضرام النار داخل بلدهم بهدف الاستمرار في نهب الثروات، لم يفلحوا في خطتهم الرامية الى الزج بالمنطقة بأسرها في اللاستقرار". واضافت ان النزاع حول الصحراء "قائم بين المغرب والجزائر"، في تكرار للموقف المغربي القائل ان جبهة "بوليساريو" ليست سوى أداة في ايدي الجزائريين. ولمّحت الصحيفة الى الخلافات الحدوية التي كانت قائمة بين المغرب والجزائر، وهو أمر يُنذر بتصعيد المواجهة بين البلدين. وقالت اوساط ديبلوماسية انها المرة الاولى التي يُنفض فيها الغبار عن ملف ترسيم الحدود بين المغرب والجزائر. ووصفت صحيفة "الصحراء المغربية" القريبة من دوائر القرار في المغرب، خطة تقسيم الصحراء بأنها "رابع المستحيلات". وكتبت ان الجزائر كانت تنظر الى قضية الصحراء دائماً على أساس ان ضمها من المغرب "يهدد أمن الجزائر وسلامتها". وعرضت بياناً أصدرته وزارة الخارجية الجزائرية في تشرين الثاني نوفمبر 1975 جاء فيه ان الجزائر "ترفض أي حل لا تشارك في اعداده طرفاً معنياً ومسؤولاً". ووصفت الصحيفة اعضاء جبهة "بوليساريو" بأنهم كانوا "ضحايا الاطماع الجزائري".