باريس - أ ف ب - قال خبراء في باريس امس ان انتاج الرز، الغذاء الاساسي لنصف سكان الكرة الارضية، ان لم يرتفع انتاجه بنسبة 30 في المئة خلال السنوات ال 20 المقبلة، فان شبح المجاعة سيهدد اكثر شعوب العالم فقراً. ومن هذا المنطلق، قرر "مركز التعاون الدولي لتطوير الابحاث الزراعية" سيراد المشارك في المعرض الزراعي في باريس، مواجهة التحدي لمساعدة الدول المنتجة في توفير أمنها الغذائي والسماح لها بتحسين انتاجها التجاري. وقال المدير العام للمركز برنار باشولييه، ان "الرز هو من حبوب الفقر، خلافاً للحبوب الرئيسية الاخرى اي القمح والذرة"، مشيراً الى ان المحاصيل "بلغت الآن حدها الاقصى، خصوصاً في آسيا، التي تنتج الرز المروي". واوضح ان بعض المراحل شهد "تكثيف الانتاج ولم يعد بالامكان تجاوز هذه المعدلات في وقت تندر فيه الموارد المائية". وتؤمن آسيا حالياً 90 في المئة من انتاج الرز العالمي الذي يكاد يغطي حاجات سكانها الذين يمثلون 60 في المئة من مجموع سكان الارض، في حين ان المساحات التي يمكن استصلاحها تزداد ندرة بسبب توسع المدنية خصوصاً. ويكمن رهان الأبحاث الزراعية في ايجاد طرق جديدة لزراعة الرز تحتاج الى كميات مياه ومواد كيماوية أقل، والتوصل في الوقت نفسه الى زيادة الانتاج. وتدعو "سيراد" الى تطوير زراعة الرز غير المروي تشكل حالياً 13 في المئة من زراعة الرز الذي يعتمد على مياه الامطار، مما يسمح ايضاً بزراعة الهضاب المرتفعة بفضل انتاج انواع ارز جديدة مقاومة للبرد. ولاقت هذه التجربة نجاحاً في مدغشقر، احدى أفقر دول العالم، حيث ُتستخدم هذه التقنية في 15 الف مساحة مزروعة في الهضاب المرتفعة. كما انها تُعتبر ملائمةً ايضاً في منطقة البرازيل المدارية الرطبة. فبفضل علم الأحياء الجزيئي توصلت "سيراد" الى انتاج انواع من الرز تقاوم ال "بيريكولاريوز"، وهو فطر مجهري يستوطن نسيج الرز ويمكنه القضاء على المحصول بكامله. وتم التوصل الى كل هذه الأنواع باستخدام طريقة التطعيم التقليدية. وقال باشلييه "نادراً ما تلجأ سيراد الى إجراء تعديلات وراثية وغالباً ما يتم تحسين انواع الرز عبر انتاج البذار لتجنب حرث الاراضي وعبر تطعيم الانواع". ولفت الى ان الابحاث عن المنتجات المعدلة وراثياً تمثل 2 في المئة فقط من نشاطات "سيراد". واضاف: "نحن نعتبر انه لم يتم التوصل بعد الى نتائج تسمح بنشر المواد المعدلة وراثياً وتسويقها. اننا نسعى في أبحاثنا الى التوصل الى نتائج في الأمد الطويل". يشار الى ان المسؤول النقابي الفرنسي في مجال الزراعة جوزيه بوفيه وعدداً كبيراً من مناهضي العولمة كانوا خربوا في حزيران يونيو 1999 بيتاً بلاستيكياً وشتلات رز معدلة وراثياً تابعة ل"سيراد" في مونبيلييه جنوبفرنسا.