صوتت غالبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أمس (الاثنين) ضد السماح بزراعة محصولين جديدين من المحاصيل المعدلة وراثياً في أوروبا، ما يعيد القرار الجدلي بشأن زراعة هذا النوع من المحاصيل في أوروبا إلى المفوضية الأوروبية. وطُلب من حكومات دول الاتحاد الأوروبي التصويت على مستقبل نوعين من الذرة المعدلة وراثياً، تنتجهما شركتا "بيونير" و"سينجينتا" ويقتلان الحشرات عن طريق إنتاج مبيداتهما الحشرية الخاصة ويقاومان أيضاً نوعاً من الأعشاب الضارة. إلا أن الأصوات المعارضة لهذا القرار لم تكن حاسمة بدرجة تكفي لمنع زراعة المحصولين، نظراً لأن المعارضة لم تمثل "أغلبية مؤهلة" التي تشمل أيضاً الدول التي تشكل ما يصل إلى 65 في المئة على الأقل من عدد سكان الاتحاد الأوروبي. وطُلب من الحكومات تحديد ما إذا كان سيتم تمديد السماح بزراعة نوع من الذرة المقاوم للحشرات تنتجه شركة "مونسانتو" التي تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية، ويزرع في إسبانيا بشكل أساسي، ولكن عدداً من البلدان الأخرى تحظره. وكان عدد البلدان المعارضة لذلك أكبر من المؤيدة، إلا أن التصويت لم يعتبر حاسماً أيضاً. وقالت المفوضية الأوروبية إن النتيجة تعتبر "لا"، ما يعني أنها ستضطر للتدخل لاتخاذ قرارات بشأن المحاصيل المعدلة وراثياً التي حصلت على موافقة الهيئة الأوروبية لسلامة الغذاء. وأضافت أن 17 من دول الاتحاد الأوروبي استخدمت عبارة تمكنها من اختيار عدم زراعة هذه المحاصيل على أراضيها، إضافة إلى دولتين رفضتا زراعة هذه المحاصيل في أجزاء من أراضيها. وحتى نهاية العام الماضي، تمت الموافقة على 55 من المحاصيل المعدلة وراثياً للاستيراد كعلف وغذاء في أوروبا. وعلى رغم اعتمادها للاستهلاك الآدمي، إلا أن المحاصيل المعدلة وراثياً تستخدم فعلياً كعلف للحيوانات. وكشفت التقييمات العلمية المتكررة للاتحاد الأوروبي أن المحاصيل المعدلة وراثياً آمنة على البشر والبيئة مثل المحاصيل التقليدية، لكن معارضة المستهلكين لهذه التكنولوجيا في أوروبا لا تزال قوية.