مدريد - أ ف ب، رويترز - يتوجه وزير الخارجية الاسباني جوزيب بيكيه اليوم الى واشنطن لمناقشة الوضع في الشرق الاوسط، من دون ان يكون في وسعه عرض موقف اوروبي مشترك على نظيره الاميركي كولن باول الذي أعلن انه سيخصص وقتاً "لإعادة الارتباط بين الطرفين" الفلسطيني والاسرائيلي. وبعد اسبوعين على انعقاد اجتماع كاثيرس اسبانيا في محاولة للتوصل الى موقف مشترك للخروج من الأزمة، ما زال الاوروبيون منقسمين، في ما تكتفي الولاياتالمتحدة واسرائيل بالاهتمام بالجانب الامني من الازمة. ولم تتمكن رئاسة الاتحاد الاوروبي الاسبانية من الوصول الى قواسم مشتركة بين البلدان الاعضاء. وطلب رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه ماريا اثنار، شخصياً من البلدان الاعضاء في الاتحاد الكف عن "الحلم بمبادرات مستحيلة". واعتبر في لقاء مع صحافيين اجانب ان السياسة الاوروبية المشتركة في الشرق الاوسط "ليست ممكنة وغير مرغوب فيها من دون الولاياتالمتحدة". ولفت اثنار الانتباه الى انه "نظراً الى ان اوروبا غير قادرة على ضمان أمنها بمفردها" فمن الاجدر "تطوير علاقات امتن مع الولاياتالمتحدة اكثر من اي وقت مضى" وهذا ما ستسعى الى تحقيقه الرئاسة الاسبانية، لا سيما خلال القمة المقبلة بين الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة في الربيع المقبل. ومنذ اجتماع كاثيرس اعرب وزير الخارجية البريطاني ايضا عن تحفظاته الشديدة عن المساعي الاوروبية، منضما الى موقف الولاياتالمتحدة واسرائيل الذي يعطي الاولوية "لقمع الارهاب في الاراضي الفلسطينية المحتلة". وفي هذا السياق لم يتم التطرق مجدداً منذ ايام الى الاقتراح الالماني باجراء استفتاء لدى الفلسطينيين، أو الايطالي بعقد مؤتمر دولي حول الشرق الاوسط، أو الافكار الفرنسية الداعية الى تنظيم انتخابات فلسطينية والاسراع في اعلان الدولة الفلسطينية. وكانت الولاياتالمتحدة اعلنت عشية انعقاد اجتماع كاثيرس ان ليس للأفكار الاوروبية دور سوى "تحويل الانتباه" و"لا تدفع الامور للمضي قدماً". وبالتالي سيجتمع جوزيب بيكيه مع كولن باول ويداه فارغتان ولن يكون في وسعه اقتراح سياسة بديلة من التي تنتهجها واشنطن حاليا. وربما كل ما يمكن للوزير الاسباني ان يفعله هو القول ان اوروبا تؤيد مبدئيا الافكار التي عرضها وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء، لا يتعلق الامر سوى بمبادرة غير رسمية لم تتبنها الحكومة الاسرائيلية برئاسة ارييل شارون، بل اعلن مراراً معارضته لها، ولا السلطة الفلسطينية. ويهدف المشروع الى فتح آفاق سياسية للمساعي المبذولة، بالدعوة الى قيام الدولة الفلسطينية والاعتراف بها في المناطق المشمولة حاليا بالحكم الذاتي الفلسطيني وهو ما يعادل 42 في المئة من الضفة الغربية و80 في المئة من قطاع غزة، واعتبار هذا الاعتراف نقطة انطلاق لعملية تفاوضية. وفيما يلتقي بيكيه كولن باول يبدأ الممثل الاعلى للسياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا جولة جديدة في الشرق الاوسط بحثا عن افكار جديدة. وقال باول الجمعة ان الولاياتالمتحدة تشعر بقلق من "التصعيد الخطير" في الانتفاضة التي بدأت قبل 17 شهراً ضد الاحتلال الاسرائيلي. وأضاف على متن طائرة الرئاسة حيث رافق الرئيس جورج بوش في طريق العودة بعد جولته الآسيوية "نشعر بقلق مجرد ان أعود الى واشنطن سأمضي جانباً كبيراً من عطلة نهاية الاسبوع لإعادة الارتباط بين الجانبين". وزاد: "ان كلا الطرفين يحاول التحرك الى الأمام" في عملية السلام بعدما شنت القوات الاسرائيلية هجمات انتقامية شرسة رداً على هجوم فلسطيني أدى الى قتل ستة جنود الثلثاء.