أبدى ديبلوماسيون عرب في مدريد ارتياحاً الى محادثات الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مع كبار المسؤولين الاسبان، خصوصاً محادثاته مساء أول من أمس مع رئيس الوزراء خوسيه ماريا اثنار التي حضرها وزير الخارجية خوسيه بيكيه ركزت على قضية الشرق الأوسط والأوضاع الصعبة للفلسطينيين ومستقبل عملية السلام. وكان الأمير سلمان حذر في كلمة ارتجلها خلال حفلة العشاء التي أقامها تكريماً له اثنار أول من أمس في مدريد، من انهيار عملية السلام في الشرق الأوسط وضياع أسس مؤتمر مدريد، التي ارتضاها العالم والفلسطينيون والعرب لتحقيق السلام لجميع شعوب المنطقة، متهماً اسرائيل بأنها "تناست هذه الأسس" و"واصلت استيطانها للأرض واعتداءاتها على العرب والفلسطينيين ولم تتجاوب مع اليد التي مدها العرب للسلام". وقال السفير الفلسطيني لدى اسبانيا عميد السفراء العرب نبيل معروف ل"الحياة" ان "اثارة الأمير سلمان الوضع الفلسطيني مع المسؤولين الاسبان في هذه الأوقات الصعبة نعتبره دعماً عربياً في وجه الضغوط الأميركية والأوروبية لوقف الانتفاضة والقبول بالمفهوم الاسرائيلي ل"تقرير ميتشل"، وعلى رغم ان الموقف الاسباني يعتبر ايجابياً تجاه القضية الفلسطينية وأسس عملية السلام في الشرق الأوسط إلا أن الاسبان لا يمكن أن يخرجوا عن الموقف الأوروبي الذي ما زلنا نعتبره غير ايجابي بما فيه الكفاية". وأضاف ان "شرح الأمير سلمان حقائق الموقف للاسبان سيجعلهم أكثر تفهماً للوضع، ولا شك ان لهم حضورهم المهم في مجموعة دول الاتحاد الأوروبي". واعتبر معروف "محادثات الأمير سلمان في مدريد ومن قبلها في لشبونة مع المسؤولين الاسبان والبرتغاليين جزءاً من التحرك السياسي السعودي الذي سيتوجه لقاء ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مع وزير الخارجية الأميركي كولن باول في باريس اليوم". السفير الأردني ولاحظ السفراء العرب في العاصمة الاسبانية "الاهتمام الكبير الذي أولاه عاهل اسبانيا الملك خوان كارلوس لزيارة صديقه الأمير سلمان بن عبدالعزيز الرسمية لاسبانيا"، وأشار السفير الأردني في مدريد عبدالله سراج الى الاستقبال الخاص لأمير منطقة الرياض في مطار مدريد لدى وصوله والى الغداء الخاص والعشاء الرسمي اللذين أقامهما الملك على شرفه. من جهته اعتبر القائم بأعمال السفارة السعودية لدى اسبانيا عبدالله المهنا توقيت الزيارة الرسمية لأمير منطقة الرياض "مناسباً ومهماً في ظل الأوضاع العربية الراهنة والتحرك العربي من أجل فهم دولي للموقف العربي عموماً والفلسطيني خصوصاً". وأكد "خصوصية العلاقات السعودية - الاسبانية التي ظهرت من خلال الاهتمام الرسمي والشعبي الاسباني بزيارة الأمير سلمان". زيارة طليطلة وتميز اليوم الثالث لزيارة الأمير سلمان بالطابع الخاص، إذ زار الوفد المرافق مدينة طليطلة والتقى عمدتها، وزار يرافقه ولي عهد اسبانيا الأمير فيليب معالمها الاسلامية. وأكد عمدة طليطلة خوسيه مانويل مولينا انه حرص على دعوة سلمان واللقاء به "نظراً لأهمية التاريخ العربي للمدينة".