قندهار - رويترز - يسعى مكتب متواضع في قندهار في جنوبافغانستان، كل ما لديه أربعة مقاعدة وماكينتان للحياكة وعرائس بلاستيكية وكتب لتعليم القراءة والكتابة، لإنهاء سنوات من العزلة التي فرضت على المرأة الأفغانية. ومقر رابطة المرأة في قندهار واحد من بين اماكن محدودة في المدينة لا ترتدي فيها المرأة الأفغانية البرقع وتتحدث بحرية مع الغرباء. مهمة هذه الرابطة هي تعليم النساء مهارات ومدهن بالمعرفة ليلعبن دوراً اكبر بعد سنوات من الاقتتال بين الفصائل الأفغانية المتناحرة وحكم حركة "طالبان". وفي منطقة هيمنة قبائل البشتون في جنوبافغانستان ترتدي معظم النساء البرقع ويمكثن في المنزل، حتى قبل تسلم "طالبان" الحكم لتفرض هذا النظام على بقية انحاء البلاد. اما الآن فتذهب آلاف الفتيات الى المدارس في قندهار وتسير المرأة بحرية في الشوارع بلا برقع من دون خطر التعرض للضرب من متطوعي "طالبان"، لكن التغيير في الجوانب الأخرى يبدو بطيئاً. وقالت رئيسة الرابطة صفية جولالي 43 عاماً وهي من البشتون "نحن نشجع النساء على الخروج من منازلهن... نشجعهن على تعلم مهارات وتحسين حياتهن... إنها مهمة شاقة، ليس لدينا الكثير من المعدات... المبنى كله فيه اربعة مقاعد، ينقصنا كل شيء. لكننا نبذل كل ما بوسعنا". في غرفة من المكتب التفت مجموعة من النسوة حول ماكينة حياكة ليتعلمن الحياكة من متخصصين رجال. على الأرض تناثرت ادوات الحياكة البسيطة وعلقت على الحائط صور الأزياء وبعض الملابس التي صنعتها النساء. كانت هناك مجموعة اخرى تتعلم الأشغال اليدوية التقليدية في افغانستان. وفي الغرفة المجاورة 17 فتاة وامرأة يتعلمن القراءة والكتابة، وهي مهارة نادرة حيث تعاني معظم نساء افغانستان من الأمية. وتدير الرابطة ايضاً رياض اطفال لتمكن الأمهات اللاتي جئن للتعلم من ترك اطفالهن مع من يرعاهم. يجلس الأطفال على الأرض ويلعبون بعرائس بلاستيكية. وقالت جولالي: "خلال فترة حكم "طالبان" لم يكن يسمح لنا في معظم الوقت بمغادرة المنزل. المرأة كانت محرومة من التعليم والعمل. اما الآن فتتاح لهن هذه الفرص". وطلبت منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة يونيسيف من الرابطة المساهمة في حملتها التي ترفع شعار "العودة للمدارس" والتي تجوب خلالها النساء المتعلمات القرى لإقناع السكان بفائدة تعليم البنات. وقالت جولالي: "نعمل خطوة خطوة لتعليم مزيد من الفتيات. هذه بداية حياة افضل لهن". وقال ليسلي اوكفيست منسق الأممالمتحدة في جنوبافغانستان ان الطابع المحافظ للمنطقة لا يمنع المرأة من ان تقوم تدريجاً بدور اكبر في المجتمع. وأضاف: "إذا رأيت صور كابول منذ عقود عدة سترى بعض النساء يرتدين التنورات القصيرة والأحذية ذات الكعوب العالية. اما إذا نظرت الى صور قندهار فستجدهن يرتدين البرقع".