كابول، قندهار - رويترز، أ ف ب - قال عبدالله عبدالله المنافس الرئيسي للرئيس حامد كارزاي في انتخابات الرئاسة في افغانستان امس، ان لديه ادلة على تزوير واسع النطاق في الانتخابات التي أجريت يوم الخميس الماضي. وتابع في مؤتمر صحافي بعد ثلاثة ايام من الاقتراع، ان «التقارير الاولية التي نتلقاها مخيفة». ومن غير المتوقع اعلان النتائج الاولية قبل غد الثلثاء على أقرب تقدير. في غضون ذلك، اعلنت وزارتا الداخلية والدفاع امس، مقتل 11 شخصاً بينهم ستة شرطيين وعسكري في اعمال عنف وقعت السبت في مناطق مختلفة في افغانستان. وفي الشمال الافغاني، قتل قائد شرطة ولاية بغلان وخمسة آخرون من افراد الشرطة في منطقة كوك شينار قرب مدينة بغلان اثر انفجار قنبلة موضوعة على جانب احد الطرق بحسب وزارة الداخلية. وكان الضابط يقود قوة تدخل سريع في المنطقة، كما اوضح المصدر نفسه. واثناء الانتخابات الرئاسية ومجالس الولايات الخميس، اقتحم مسلحون يشتبه بانهم من «طالبان» بغلان وشنوا هجمات عديدة ادت الى توقف التصويت طيلة النهار في المدينة. وكان رئيس اللجنة الانتخابية الافغانية عزيز الله لودين قال الخميس: «اضطررنا الى استدعاء موظفينا الانتخابيين لانقاذ صناديق الاقتراع وانقاذهم». وقتل ثلاثون متمرداً على الاقل وشرطيان. ويمر الطريق الرئيسي الذي يربط كابول بشمال البلاد عبر ولاية بغلان. كما تزايدت اعمال العنف ايضاً في ولاية قندوز شمالاً منذ اشهر عدة. وكثيراً ما يشهد الطريق الرئيسي الذي يربط كابولبجنوب البلاد هجمات دامية منذ سنتين. وأشارت وزارة الدفاع الى ان مسلحين قتلوا ضابطاً في الجيش الافغاني السبت قرب شاش غاو بوسط البلاد فيما كان عائداً من قندهار، معقل «طالبان» في الجنوب الى كابول. وخلال عملية للجيش الافغاني بدعم من الجيش الاميركي، قتل اربعة متمردين في اليوم نفسه والقي القبض على ستة آخرين في ولاية قندهار بحسب المصدر ذاته. وبحسب المراقبين الافغان والاجانب فإن انتخابات الخميس تخللتها اعمال عنف وترهيب كما شهدت عمليات تزوير في سائر انحاء البلاد. وبلغت اعمال العنف التي يقوم بها المتمردون الافغان وبينهم «طالبان» الذين طردوا من الحكم اواخر 2001 من قبل تحالف دولي بقيادة اميركية مستويات قياسية خلال الاشهر الماضية. من جهة آخرى، شكت ناشطات افغانيات من تهميش دور النساء في الانتخابات الرئاسية ومجالس الولايات التي أجريت الخميس، وأشارت تلك النساء الى ان مشاركتهن انعدمت تماماً في بعض مناطق الجنوب. وأوضحت نسيمة ناصري التي تعمل في منظمة غير حكومية في قندهار: «كنا حريصات على التصويت لكن «طالبان» اخذوا يهددون بقتل الناس». وأضافت ان «طالبان كانوا يوزعون ليلاً منشورات تهدد بالقتل الامر الذي اصابنا بالذعر وجعلنا لا نجرؤ على الخروج من منازلنا للتصويت». وتعرضت قندهار للقصف بالقذائف نهار الاقتراع والليلة التي سبقته ما جعلها تبدو مهجورة بعد ان خلت شوارعها من حركة السير، كما افادت ناصري. وقالت فاطمة التي تعمل في احدى مدارس المدينة والتي صوتت للرئيس المنتهية ولايته حامد كارزاي عام 2004: «كنا سعيدات ومتحمسات في الانتخابات الرئاسية السابقة». لكن بعد ذلك «تدهور الوضع الامني وقتل مئات الاشخاص وازدادت البطالة والفقر. ان كارزاي ضعيف والسلطة بين قوات اجنبية فقررت عدم التصويت». واضطرت المرشحات الى مجالس الولايات في المنطقة التي يسكنها البشتون جنوب شرقي البلاد، الى القيام بحملتهن وهن يرتدين البرقع. وخصص ربع المقاعد الاقليمية للنساء لكن هذه السنة في قندهار وولاية اروزجان المجاورة كان عدد المرشحات اقل من المقاعد المخصصة للنساء. وأوضحت زرغونة كاكار التي تتطلع لولاية ثانية في مجلس الولاية ان «الرجال ايضاً لم يشاركوا كالسنوات الماضية. ان قذائف عديدة سقطت على قندهار بدءاً من ليلة الاقتراع وحتى اغلاق مراكز التصويت». وتابعت: «هناك مشاكل اقتصادية عديدة لا سيما لدى الرجال. واذا بقي الرجال في المنزل من دون عمل وخصوصاً في قندهار فانهم لا يتركون نساءهم يعملن» خارج البيت. واعتبر وفد مراقبي الاتحاد الاوروبي ان «انعدام الامن» و «المعارضة الثقافية لمشاركة النساء في الحياة العامة» وبعض «الهجمات» التي استهدفتهن «بوضوح»، عرقلت المشاركة النسائية في الاقتراع «سواء كمرشحات او ناخبات او منظمات». كذلك اعتبرت الناشطة المدافعة عن حقوق النساء اريزو قانيه ان «انعدام الامن» حال دون مشاركة النساء خلافاً للانتخابات السابقة (الرئاسية) عام 2004 و(التشريعية ومجالس الولايات) عام 2005 «عندما صوت العديد من النساء». وأفادت منظمة «ناشيونال ديموكراتيك انستيتوت» الاميركية لمراقبة الانتخابات ان في بعض ولايات الشمال وفي ولاية باميان (وسط) وهي الوحيدة في البلاد التي تحكمها امرأة، صوت العديد من النساء لكن ذلك اعتبر وضعاً استثنائياً. ففي الولايات الاخرى «كان تصويت النساء منخفضاً جداً ومنعدماً تقريباً في بعض المراكز الانتخابية في الجنوب والجنوب الشرقي» كما اضافت. وأكد مراقبو «فري اند فير فونديشن اوف افغانستان» الافغان ان 650 مركزاً انتخابياً مخخصاً للنساء لم تفتح ابوابها. الا ان قانيه قالت ان النساء اليوم يساهمن اكثر في الحياة السياسية وهن قادرات على التصويت لمن يردن وليس لمن يريد ازواجهن. وتبلغ نسبة الأمية لدى النساء 85 في المئة في افغانستان، خامس اكثر البلدان فقراً في العالم. وأضافت قانيه: «انهن يتطلعن الى التنمية الاقتصادية والتربية وتولي النساء مواقع راقية للدفاع عن حقوقهن». وخلصت الى القول ان «على الحكومة المقبلة ان تركز على تعليم النساء لأن من دون ذلك لن يحظى البلد بالتنمية».