يعتبر البرقع ذو اللون الأزرق الفاتح أكثر قطع الملابس مبيعاً في أفغانستان. ومنذ سقوط نظام طالبان عمدت غالبية النساء في كابول إلى التخلص هذا اللباس غير أن وصيفاتهن في بقية الأقاليم المحافظة حافظن على ارتدائه. وفي الوقت الذي يلقى فيه ارتداء البرقع ازدراء من النساء الغربيات إلا أنه يعتبر رمزا ثقافيا معقدا في أفغانستان حيث ترتدي النساء الشابات المتزوجات براقع زرقاء فاتحة بينما تميل النساء الكبر سناً والأرامل إلى ارتداء براقع زرقاء غامقة. فيما تميز البراقع البيضاء العرائس الجديدات أو النساء من مدينة مزار الشريف في الشمال. وقد اشتهرت عدة عائلات أفغانية بتصميم وخياطة البرقع لأجيال متعاقبة ولكن ظهر مؤخراً منافس جديد في سوق البرقع في كابول: الصين التي باتت تنتج بشكل كبير نوعا من البرقع وجدنه نساء أفغانستان أكثر عصرية من ذلك التقليدي الذي تنتجه العائلات الأفغانية يدوياً. وقد لاقت البراقع الصينية المطرزة آلياً رواجاً في كابول في الشهور القليلة الماضية وأعجبت الأفغانيات باللمسة العصرية التي أضافها الصناع الصينيون على لباسهن التقليدي. وقال احد باعة البراقع في سوق كابول أنه باع خلال الفترة القصيرة الماضية من البراقع ما لم يبعه طوال سنوات عمله حيث استطاعت النساء شراء عدة براقع من أموال إعادة البناء من منظمات المساعدات الأجنبية. لكن بالرغم من أنّه وقت طيب لبائعي البراقع أو منتجي البراقع الصينيين إلا أن الخياطين الأفغان يواجهون أوقاتاً صعبة. وتعتبر صناعة البرقع من الصناعات المنزلية في أفغانستان. وتشارك عائلات بأكملها في خياطة وتزيين البراقع يدوياً ولا تكسب سوى النذر اليسير من بيع إنتاجها. ويعد الشتاء أصعب وقت للعمال اليدويين في أفغانستان حيث يصبح العمل قليلاً مما يضطر العمال إلى اللجوء للاستدانة ممن يسيطرون على الأسواق. ويجد العمال أنفسهم مجبرين على بيع منتجاتهم بالأسعار التي يحددها ممن استدانوا منهم. وفي الشتاء تنخفض المبيعات إلى أدنى مستوى لها حيث تجد النساء الريفيات صعوبة في الوصول إلى أسواق كابول بسبب الثلوج. ومنذ دخول الصين إلى سوق البراقع في أفغانستان فقدت 300عائلة أفغانية على الأقل مورد رزقها من حياكة البراقع. "الصينيون ،كما يقول أحد صانعي البراقع، لديهم مكائن خاصة تنتج كامل البرقع في بضعة دقائق". وأضاف "لا نستطيع التنافس معهم. مكائن الخياطة التي نملكها تعمل يدوياً بالرغم من أن سعرها لا يتجاوز المائة دولار. مكائن الخياطة الصينية تكلف الواحدة منها 4000دولار. لا احد يملك هذا المبلغ لشراء هذا النوع" وقال "قريباً جميع براقعنا ستكون صنعت في الصين".