اظهرت مؤشرات اولية أعلنتها الدوائر الاقتصادية ان دبي نجحت العام الماضي في تعزيز مكاسبها في عدد كبير من القطاعات على رغم تبعات احداث 11 ايلول سبتمبر الماضي التي اثرت سلباً في عدد من القطاعات الاقتصادية الدولية خصوصاً قطاع السفر وملحقاته. ورأى المراقبون ان دبي تمكنت بنجاح في ادارة تبعات احداث ايلول على رغم انفتاح اسواقها وارتباطها بمعظم اسواق العالم خصوصاً تلك المتأثرة بالاحداث الاميركية، مستندة في ذلك الى صغر اقتصادها نسبياً 16 بليون دولار والمرونة والسرعة التي تتسم بها قراراتها الحكومية التي تولي الشأن الاقتصادي أولوية، خلافاً لعدد من دول المنطقة التي يحتل الشأن الاقتصادي مرتبة متأخرة في قرارها. وقال عبيد حميد الطاير رئيس غرفة تجارة وصناعة دبي "ان الحكومة تدعم بشكل متواصل ومستمر جميع الفعاليات والأنشطة التجارية التي تُقام في الامارة وتعود بمردود جيد على اقتصاد دولة الامارات، ويأتي على رأس هذه الأنشطة قطاع المعارض خصوصاً بعدما احترفت دبي هذه الصناعة على مستوى منطقة الشرق الاوسط، وباتت وجهة لكل العارضين والمستثمرين ورجال الاعمال". واضاف: "نجحت دبي في تنظيم اكثر من 100 معرض العام الماضي ما انعكس ايجاباً على نشاط الحركة التجارية في الامارة على رغم حالة الركود الاقتصادي التي شهدها العالم على مدار العام". واشار الطاير الى ان قطاع التصدير واعادة التصدير في الامارة نجح في تحقيق معدلات نمو قدرها 21 في المئة مقارنة مع عام 2000 لتصل الارقام الاجمالية الى نحو 11 بليون دولار. وتُعتبر ايران والمملكة العربية السعودية والهند اكبر اسواق التصدير واعادة التصدير التي تتعامل معها دبي، اضافة الى عدد من الاسواق الدولية الاخرى التي تشمل افريقيا ودول وسط آسيا. واعلنت موانئ دبي والمنطقة الحرة في جبل علي ايضا على لسان سلطان بن سليم الرئيس التنفيذي انها تمكنت من التعامل مع ثلاثة ملايين ونصف المليون حاوية نمطية مع نهاية عام 2001 بزيادة 14 في المئة مقارنة مع عام 2000 حين تمت مناولة نحو ثلاثة ملايين حاوية نمطية. واعتبر بن سليم ما تحقق انجازاً كبيراً كونه يأتي على رغم كل ظروف المنافسة القائمة. وتمكن مطار دبي، وهو المركز الاول للسفر الجوي في الشرق الاوسط، من تحقيق نتائج مرضية بعدما حقق نمواً بلغ عشرة في المئة في اعداد المسافرين الذين استخدموا مرافقه وبلغ اجماليهم 13.5 مليون مسافر ارتفاعاً من 12.3 مليون مسافر العام السابق. وارتفع حجم الشحن عبره إلى 632 الف طن من 582 ألف طن بزيادة قدرها تسعة في المئة. كما سجلت السوق الحرة مبيعات قياسية وصلت حدود 888 مليون درهم ارتفاعاً من 800 مليون درهم عام 2000 بزيادة قدرها 11 في المئة. واعنت دائرة الطيران المدني عن مرحلة توسعة جديدة لمرافق المطار بكلفة تتجاوز تسعة بلايين درهم بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية لهذا المرفق من 25 مليون مسافر إلى 60 مليون مسافر سنوياً وحجم الشحن من مليون الى ثلاثة ملايين طن سنويا. وتوقع الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني رئيس "مجموعة الامارات" ان يستخدم المطار سنة 2002 حوالى 15 مليون مسافر وان يتعامل مع 700 الف طن من الشحن الجوي وان تصل مبيعات السوق الحرة الى بليون درهم. وقال: "ندرك معطيات وتحديات عصر العولمة، لذلك اطلقنا عدداً من المبادرات الابداعية لتعزيز اهميتنا وتحقيق تطلعات حكومة دبي بان تصبح الامارة مركز المال والاعمال المفضل في العالم".