ثمة خمس جهات عربية رئيسية أتعامل معها منذ 11 أيلول سبتمبر بهدف مخاطبة الغرب، والرد على الحملات البذيئة على الاسلام والمسلمين. وفي حين ان اهتمام خمس جهات تضم بعض افضل العقول العربية بموضوع واحد قد يعني في غياب التنسيق تكراراً للجهد، او هدراً، فإنني اتمنى لو كانت هناك خمسون جهة، ولو انها جميعاً حاولت مخاطبة الغرب، خصوصاً الولاياتالمتحدة. فعند اسرائىل وأنصارها هذا العدد من الجهات التي تبث السموم ضد العرب والمسلمين، او تخلطها بالدسم، وهي موجودة على كل صعيد، من مراكز صنع القرار في كل عاصمة غربية، الى مراكز الابحاث والجامعات والصحف ودور العبادة وغيرها. وربما كان مثل واحد يغني عن شرح، فمنذ اسابيع وأنا اتابع جهد اللجنة العربية - الأميركية لمكافحة التمييز ضد العرب وهي جمعية عربية نشطة يترأسها الآن الأخ زياد العسلي، وقد سبق ان كان بين رؤسائها السناتور جيم ابو رزق والصديق ألبير مخيبر، والأخت هالة سلام مقصود التي ندعو ان يرد الله عليها الصحة، فهي تستاهل كل خير. الموضوع بدأ مع كال توماس، وفي حين ان صفته انه يكتب مقالاً تنشره مطبوعات عدة، فإن صفته الحقيقية انه من كلاب اسرائىل في الولاياتالمتحدة، وهو بصفتيه اجرى مقابلة مع وزير العدل الاميركي جون اشكروفت، ونشر عنها التالي باختصار: يسألني الناس احياناً هل هناك قادة طيبون في واشنطن، وأرد ان هناك قلة من هؤلاء. وأحد الناس الطيبين كان المدعي العام من ألقاب الوزير جون اشكروفت الذي سعدت بمقابلته هذا الاسبوع قبل شهرين، وسمعت منه رأياً عميقاً أريد ان اشارككم فيه، فقد قال ان الاسلام دين يطلب الله منكم فيه ان ترسلوا ابنكم ليموت من اجله. اما المسيحية فدين يرسل الله فيه ابنه ليموت نيابة عنكم. لا احتاج ان اناقش هذا الكلام مع قراء عرب ومسلمين، ولكن اقول ان توماس كرره في مقاله الذي نشرته له محطة اخبار كروسووك. كوم، وهي في الأساس شركة لبث اخبار مسيحية، الا ان اليهود الاميركيين ألصقوا أنفسهم بها كجزء من التراث المسيحي - اليهودي المزعوم. القضية تعود الى تشرين الثاني نوفمبر، وقد طلبت اللجنة العربية الاميركية من اشكروفت، الاعتذار، او سحب كلامه فلم يفعل حتى الآن، واحتجت اللجنة الى الرئىس جورج بوش، كما طلبت من اعضائها ارسال رسائل الاحتجاج، ومطالبة الرئيس بالتنصل من كلام وزيره. اشكروفت يميني استغل الارهاب لدفع تشريعات تحد من الحريات المدنية في الولاياتالمتحدة، غير ان هذه قضية اميركية لها انصار معارضون، اما الموضوع هنا فهو التحامل على الاسلام، والعرب والمسلمين، والحاجة الى خمس جهات او خمسين ترد بوضوح وحزم، من دون الخروح عن الموضوعية. شخصياً توقفت عند كال توماس، فهو كال المديح لأشكروفت في مقالات لاحقة لأنه اهان الاسلام، وفهمت انه يكتب في مطبوعات عدة ومهمته ان يدافع عن اسرائىل ويهاجم العرب والمسلمين. ووجدت ان المقال الأخير لهذا الليكودي كان بعنوان "رؤية عرفات بوضوح". فقد نشر في "وورلد ريفيو" اليهودية يوماً، وفي "واشنطن تايمز" المحافظة يوماً آخر. ولا حاجة بي ان اكرر هنا تحامل هذا الكاتب وحقده، فواضح ان رؤيته اسرائىلية خالصة، وهو يري بعين الارهابي آرييل شارون، ويدافع عن سياسته المجرمة بوقاحة اسرائىلية خالصة. أعود الى اللجنة العربية الاميركية لمكافحة التمييز، فعملها اهم من تبادل الاهانات مع ليكودي منحط، واللجنة تريد منا جميعاً ان نكتب الى الرئيس بوش لحثه على التنصل من موقف وزيره، وان نشارك اعضاءها الاحتجاج الى الوزير، وأنا اضم صوتي الى الأخ زياد العسلي وأعضاء اللجنة في مطالبة كل عربي قادر، خصوصاً داخل الولاياتالمتحدة، على اعلان رأيه في الموضوع، واسماع الادارة هذا الرأي. وأختتم بما بدأت به، فهناك الآن جهات عربية عدة تحاول ان تقتحم ميداناً صالت فيه الجهات الصهيونية وجالت عقوداً، حتى استطاعت ان تسيطر على السياسة الاميركية في الشرق الاوسط وتوجهها لمصلحة اسرائىل، وضد مصلحة الولاياتالمتحدة نفسها. وأرجو ان يرتقي جهد هذه الجهات العربية الى مستوى التحدي المطروح، فلا يكون مجرد رد فعل عارض على افرازات ارهاب 11 أيلول سبتمبر الماضي. ولعل مناسبة عيد الأضحى المبارك تشحذ الهمم.