اتهم رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي دولاً مجاورة بإثارة نزاع الصحراء الغربية. وقال اليوسفي، في محاضرة في مركز العلاقات الدولية في بيونس ايرس التي يزورها في اطار جولة على بلدان اميركا اللاتينية، "لولا سوء نيات بعض البلدان المجاورة لكانت مشكلة الصحراء سويت نهائيا منذ 1975"، مكرراً التزام بلاده التعاون مع الاممالمتحدة لاجراء الاستفتاء. وقال ان المغرب "يؤيد جهود الامين العام للامم المتحدة كوفي انان لتنفيذ خطة التسوية الدولية"، لكنه جدد رفضه "حرمان المتحدرين من اصول صحراوية من المشاركة في الاقتراع". من جهتها دعت جبهة "بوليساريو" الاممالمتحدة الى تسريع الاستفتاء. واستغربت في مذكرة الى الاممالمتحدة ومجلس الامن ما وصفته ب"التحليل المتشائم" للامين العام، في اشارة الى تقريره الاخير الى مجلس الامن الدولي، واستبعد فيه اجراء الاستفتاء، اقله في عام 2002، نظراً الى تزايد اعداد الطعون وصعوبة تنفيذ الاجراءات ذات الصلة، وفي مقدمها وضع القوائم النهائية للمقترعين، واعادة اللاجئين واقرار مدونة سلوك في شأن مسؤولية الاطراف المعنية خلال الفترة الانتقالية التي تسبق موعد الاستفتاء. وكان انان تمنى على الوسيط الدولي جيمس بيكر معاودة مساعيه لتحريك الملف، لكن مصادر ديبلوماسية تحدثت اخيراً عن صيغة بديلة عن الاستفتاء لم تتحدد معالمها بعد. ويعتقد المراقبون ان مثل هذه الصيغة يعتمد على قيام تفاهم في المنطقة، في ضوء المساعي التي تبذلها اطراف عربية ودولية لتقريب وجهات النظر، خصوصا بين المغرب والجزائر. ويربط هؤلاء بين هذه التطورات ومضمون الرسائل التي وجهها العاهل المغربي الملك محمد السادس الى قادة دول افريقية عدة، كونها تتناول قضية الصحراء الغربية وآفاق الحل المقترح، على صعيد دعم مساعي الاممالمتحدة لتسريع الاستفتاء او البحث عن حل آخر. وكانت اوساط اسبانية تحدثت عن تصور ابلغته حكومة مدريد الى الرباط اخيراً، في حين يتوقع ان يثير الملك محمد السادس الملف مجدداً مع الرئيس جاك شيراك خلال زيارة رسمية يبدأها لباريس الاسبوع المقبل. وتسبق هذه التحركات انعقاد القمة الافرور-اوروبية التي تستضيفها القاهرة مطلع الشهر المقبل، وفي حال مشاركة العاهل المغربي شخصياً، فإن الدلائل تشير الى امكان عقد قمة مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، قد تكون فرصة سانحة للتداول في القضايا الاقليمية، بينها مسار الاتحاد المغاربي وقضية الصحراء والحوار الافريقي-الاوروبي .