فتحت السلطات التربوية الاسبانية والجالية المغربية في مدريد باب جدل جديد كانت فرنسا واجهت صعوبات في اقفاله وهو يتعلق بموضوع الحجاب، اذ تخلفت الطفلة المغربية فاطمة الادريسي التي تبلغ الثالثة عشرة من عمرها عن المدرسة في منطقة اسكوريال القريبة من مدريد منذ تشرين الاول اكتوبر الماضي، ما دفع بادارة المدرسة الى اشعار التفتيش التربوي بالأمر، بسبب الزامية التعليم في اسبانيا. وبدأ بعد ذلك جدل في وسائل الاعلام بين المسؤولين التربويين من الحكومة والمعارضة، ووالد الطفلة علي وجمعيات المهاجرين المغاربة، حول الحجاب الذي كان سبب تخلف الطالبة عن متابعة دراستها. وأكدت مصادر ادارة المدرسة ان الوالد لا يرغب في تعليم ابنته فتحجج بالحجاب وافتعل مشكلة لا سابق لها. ويبدو ان والد الطفلة جاء بعائلته الى اسبانيا بعد بدء العام الدراسي فاضطرت السلطات التربوية الى ادخال فاطمة مدرسة خاصة تمولها الدولة وتديرها راهبات. وتخوف الاب من تعليم ابنته الدين المسيحي، فامتنع عن ارسالها الى المدرسة، وتحجج بعدم قدرته على شراء الزي الموحد الذي ترتديه طالبات المدرسة، كما انه لا يمكنه نزع حجاب ابنته، فأكدت له ادارة المدرسة عدم الزامية التعليم الديني لأي طالب كان وعرضت عليه اعفائه من ثمن الزي الموحد وتفريغ غرفة لابنته كي تنزع فيها الحجاب خلال وقت الدراسة لترتديه قبل الخروج فرفض ذلك. ثم نقلت الطفلة الى مدرسة رسمية ليس لديها زي موحد، لكن ادارتها رفضت دخول الطفلة صفها بحجاب، ذلك ان مديرتها تعتقد ان هذا الامر هو بمثابة "تمييز جنسي" يتعارض مع دستور البلاد. وأيدتها في ذلك وزيرة التربية بيلار ديل كاستيو التي قالت ان: "على المهاجرين ان يحترموا قوانين البلاد التي يعيشون فيها". وذهب وزير العمل خوان كارلوس اباريثيو الى ابعد من ذلك بقوله: "لا يمكننا ان نوافق على عادات غير مقبولة مثل الحجاب والختان". وفي السياق نفسه، اكدت مصادر اخرى ان الفتيات والنساء الاسبانيات اللواتي يعشن في بلدان اسلامية يخضعن لقوانينها وتقاليدها من دون اعتراض او اشكال. وأضافت ان الاحصاءات تؤكد ان عدد الطالبات المغاربة يسقط في شكل فاضح لدى الوصول الى المرحلة الثانوية فيصبح دون نصف عدد الشبان، مؤكدة ان الحكومة الاسبانية لن تسمح بالتفرقة الجنسية وبعدم تعليم البنات. اما والد فاطمة فقال ان الحق في التربية لا يقل اهمية عن الحق في ارتداء الحجاب وانه لن يعود الى الوراء لأن ابنته هي التي ترغب في التحجب. وحسم هذا الامر مستشار التربية في حكومة مدريد المحلية كارلوس مايور اوريخا حيث اجبر المدرسة على قبول الطفلة بحجابها، مؤكداً ان القوانين الاسبانية لا تمنع ذلك وان كل مدارس اسبانيا تستقبل محجبات من جميع الاعمار بينهن من ينزع الحجاب داخل الصف "في شكل طبيعي".