فيينا، واشنطن، بغداد - أ ف ب، أ ب، رويترز - اعلن يورغ هايدر زعيم اليمين المتطرف النمسوي انه سينسحب بشكل نهائي من الحياة السياسية الوطنية، وذلك في اعقاب زيارته المثيرة للجدل الى بغداد التي نددت بها الولاياتالمتحدة. وكان لافتاً في بغداد امس ان يصرح الرئيس العراقي صدام حسين بأن بلاده "لا تسعى الى امتلاك اسلحة دمار شامل"، كما ذكرت وكالة الانباء العراقية. ونقلت الوكالة عن الرئيس صدام حسين قوله خلال استقباله رئيس منظمة الطاقة الذرية فاضل مسلم الجنابي وعدد من الباحثين في المنظمة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي: "لقد قلناها علناً ونقولها الآن... ليس من اهتمامات بلدكم الدخول في نادى اسلحة التدمير الشامل، وانما التصرف بالعلم بما يعزز معرفته ويسعد الانسان ويطوعه لخدمة الانسانية". واضاف انه "رغم ان السلاح يدخل كجزء من تحصين البلد ضد اطماع الاجانب وعناصر الشر في نفوسهم، إلا انه ليس من اهتمامات بلدكم الدخول في نادي التسلح باسلحة التدمير الشامل". وقال هايدر، الذي وصفت واشنطن اجتماعه مع الرئيس العراقي صدام حسين بأنه "غير ملائم"، انه استقال من منصبه الرسمي في لجنة وضع السياسات في حكومة الائتلاف النمسوية. واضاف في تصريح لاذاعة "او آر إف" اول من امس انه سينسحب من كل ادواره في السياسات الوطنية للتركيز على السياسة المحلية، مؤكداً ان قراره نهائي. وتتألف اللجنة من اعضاء حزب الشعب المحافظ الذي يتزعمه المستشار النمسوي فولفغانغ شوسل وحزب الحرية اليميني المناهض للهجرة الذي ينتمي اليه هايدر. وابلغ مساعد وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج نائبة المستشار النمساوي سوزان ريس باسر في لقاء معها في واشنطن اول من امس ان زيارة هايدر الى العراق "غير ملائمة وغير مثمرة". وقالت ريس باسر، التي خلفت هايدر على رأس حزب الحرية منذ عامين، ان زيارته الى العراق "مسألة داخلية". واضافت اثر لقاء ارميتاج ان "حزبي لا يتعاطف مع النظام العراقي او مع صدام حسين". وقررت ان تختصر زيارتها الى الولاياتالمتحدة لتعود عاجلاً الى النمسا. وكان هايدر، وهو ايضاً محافظ مقاطعة كورنثيا، برر زيارته الى بغداد ولقاءه الرئيس صدام حسين ب "ضرورة" استئناف الحوار بين اوروبا والدول العربية. وقالت لين كاسل الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية ان واشنطن سألت لجنة العقوبات التابعة للامم المتحدة ما اذا كانت هذه الزيارة التي استمرت ثلاثة ايام، تتعارض مع قرارات الاممالمتحدة. ولكن الناطق باسم الوزارة فيليب ريكر لم يعلق اهمية كبيرة على هذه النقطة. واعتبر انها "مسألة داخلية بين النمسا ولجنة العقوبات". وكانت ريس باسر حلت محل هايدر في رئاسة حزب الحرية في عام 2000 إثر انتقادات دولية لانضمامه الى الحكومة. وعلى رغم ذلك لا يزال هايدر الزعيم الفعلي لليمين المتطرف. وذاع صيته على الصعيد الدولي بعدما ادلى بتصريحات مثيرة للجدل بشأن الماضي النازي للنمسا. واعتذر في وقت لاحق عن تلك التصريحات.