اعربت مصر عن أملها بالتوصل الى "حل سريع" للأزمة العراقية بعد قرار بغداد استئناف التعاون مع فرق التفتيش. ووصل موفد من الرئيس ياسر عرفات الى بغداد، في وقت درس مجلس الوزراء الكويتي الوضع الميداني واحتمالات حصول مواجهة عسكرية. وأفيد في الكويت ان وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح قدم بصفته رئيس اللجنة العليا للدفاع المدني شرحاً لمجلس الوزراء عن الاستعدادات التي اتخذت "لمواجهة أي احتمالات من شأنها تهديد أمن الكويت واستقراره". وعرض الوزير ايضاً تفاصيل الخطط الموضوعة للاجهزة الحكومية المختصة في حال الطوارئ. ودعا بيان صدر في ختام جلسة مجلس الوزراء بغداد الى التعامل بإيجابية مع القرارات الدولية. وجاء في البيان ان "التطبيق الكامل والتعامل الايجابي مع القرارات الدولية هو السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب العراقي وتحقيق السلام في المنطقة". ولم يتضمن البيان تعليقاً على الرسالة العراقية الى الأممالمتحدة بخصوص قبول عودة فرق التفتيش الى العراق. أو احتمالات المواجهة العسكرية. الى ذلك أعلن المجلس أمس تعيين اللواء ناصر أحمد العثمان وكيلاً لوزارة الداخلية وترقيته الى رتبة فريق خلفاً للفريق يوسف بدر الخرافي الذي شغل هذا المنصب عشرين عاماً. والى بغداد، وصل امس المبعوث الفلسطيني عزام الأحمد حاملاً رسالة خطية الى الرئيس صدام حسين من الرئيس ياسر عرفات في شأن الأزمة بين العراقوالاممالمتحدة. وقال عزام الأحمد الذي يشغل منصب وزير الاشغال العامة في السلطة الفلسطينية في تصريح الى وكالة "فرانس برس" ان الرسالة "تتناول الأزمة والتحرك الفلسطيني لمنع عدوان جديد على العراق". وفي القاهرة، التقى الرئيس حسني مبارك امس نائب رئيس الوزراء وزير خارجية النمسا وولفغانغ شوسل الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي، واشار وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى الى توافق بين مصر والاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بعملية السلام والأزمات التي تجتازها المنطقة. وشدد على ضرورة التوصل الى "حل سريع" للأزمة العراقية يضمن تنفيذ قرارات مجلس الأمن ويحقق تعاون العراق مع المفتشين الدوليين. وقال ان العراقيين "يحق لهم ان يروا النور في نهاية النفق المظلم"، ولفت الى اهمية الدور الأوروبي في عملية السلام وصدقيته. وتحدث شوسل عن اهمية "دور مصر" في المنطقة. وعن الأزمة العراقية، وقال ان هناك "تطوراً مشجعاً لبداية المفاوضات ... لكن لا بد في البداية ان يلتزم العراق تنفيذ قرارات مجلس الأمن". وشدد على ضرورة وجود لغة واحدة مشتركة لمخاطبة العراق بها، معرباً عن أمله بأن يتم حل الأزمة ديبلوماسياً وتجنب الحل العسكري. ورفض أي شروط مسبقة يطرحها العراق" لتنفيذ قرارات مجلس الأمن. والتقى شوسل الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد الذي وصف قرار العراق السماح بعودة المفتشين بأنه "خطوة ايجابية" وعبر عن اعتقاده ان استخدام القوة أصبح "غير وارد". ونقل عن رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي ان بلاده قلقه من الأزمة بين العراقوالاممالمتحدة. ودعا في مؤتمر صحافي عقده في ختام زيارته للبرتغال أول من أمس، الى حل الأزمة عن طريق المفاوضات. وقال: "ان الضمير العالمي يجب ألا يوافق على ان تضاف ضربات عسكرية الى العقوبات المفروضة على العراق، بخاصة ان في الامكان تسوية المسألة عن طريق المفاوضات. واعتبر ان العراق طبق "قرارات الاممالمتحدة". وفي لندن، تلقت "الحياة" امس بياناً من "المكتب السياسي لحزب الدعوة الاسلامية" معارضة عراقية انتقد استعدادات الولاياتالمتحدة لپ"شن عدوان جديد على شعبنا الأبي في العراق". واعتبر ان الاميركيين والرئيس صدام حسين "لا يعبأون بإزهاق أرواح العراقيين". ودعا البيان فصائل المعارضة العراقية الى "شجب هذه المؤامرة الخبيثة" و"العمل على وقف الاعتداء العسكري الاستكباري على العراق والتضامن مع جهود شعبنا من أجل اسقاط صدام ونظامه"