أمس كان أول يوم في مملكة البحرين الجديدة التي شهدت ولادتها الخميس احتفالات شعبية استمرت حتى الساعات الأولى فجر أمس، وشارك فيها ولي العهد القائد العام لقوة دفاع البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، وعدد من الوزراء الذين حضروا الحفلة الغنائية التي اقامتها وزارة الإعلام وأحيتها نخبة من الفنانين البحرينيين والخليجيين. ولم تكن هذه الاحتفالات بمثل الزخم الذي شهدته البحرين في 15 شباط فبراير 2001 عندما وافق الشعب البحريني في استفتاء عام على ميثاق العمل الوطني بنسبة 4.98 في المئة. ويعود تراجع زخم الاحتفالات إلى أن بعض الجمعيات السياسية، التي لها أنصارها في معظم مناطق البحرين، سجلت بعض الاعتراضات على الآلية التي تمت بها التعديلات الدستورية وعلى الصلاحيات التشريعية التي اعطيت للمجلس المعين، ولكن الظاهر، وكما يبدو من التصريحات التي أدلى بها عدد من مسؤولي هذه الجمعيات، ان تسجيل مثل هذا الموقف لن يمنعهم من مواكبة عملية الاصلاح واستمرار دعمهم لها بعد إعلان التعديلات الدستورية، ودعت هذه الجمعيات إلى المزيد من الحوار في المستقبل وترسيخ أجواء الانفتاح في البحرين. وقال رئيس جمعية العمل الوطني الديموقراطي عبدالرحمن النعيمي إن "اعطاء مجلس السلطة التشريعية، المنتخب والمعين، صلاحيات متساوية في التشريع، يحمل مخاوف من المرحلة الماضية"، لكنه أعرب عن أمله بأن تزول هذه المخاوف في المستقبل. ورأى النعيمي ان المهم الآن هو "استكمال الأجواء الايجابية وخصوصاً حرية التعبير ليشعر الناس بأن المزيد من الديموقراطية قد تحقق"، مشدداً على أن البلاد "بحاجة ماسة إلى شفافية أكبر وأن تتاح مساحات أكبر لوجهة النظر الأخرى، وتجاوز المرحلة الحالية بسرعة، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات البلدية والنيابية". وأشار الشيخ علي سلمان، رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، إلى وجود "ايجابيات مثل مشاركة المرأة والتركيز على انشاء المحكمة الدستورية، لكن تبقى المسألة الحقيقية، وهي مبدأ فصل السلطات". وأكد دعم الاصلاحات الدستورية، مشيراً إلى أن جمعية الوفاق الوطني الإسلامية هي "مع البرنامج الاصلاحي ومع استعجال مواعيد الانتخابات". وأبرزت الصحف البحرينية أمس أخبار مسيرات الفرح والتأييد التي عمت شوارع البحرين وبرقيات التهنئة التي تلقاها الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، من عدد كبير من زعماء العالم العربي ومنطقة الخليج، مع صفحات من الصور للملك مع أنجاله وأحفاده ومع أفراد العائلة الحاكمة وهم يؤدون رقصة العرضة. ووزعت إحدى الصحف كتيباً يتضمن دستور مملكة البحرين المعدل، الذي صدر في 14 شباط، وهو ينص في مادته الأولى على أن "مملكة البحرين عربية إسلامية مستقلة ذات سيادة تامة، شعبها جزء من الأمة العربية واقليمها جزء من الوطن العربي الكبير ولا يجوز التنازل عن سيادتها أو التخلي عن شيء من اقليمها". ولوحظ أيضاً أن الفرصة كانت متاحة لجميع الذين لديهم مواقف من بعض التعديلات للتعبير عن آرائهم بحرية وعلى كل الفضائيات وللتكلم مع جميع المراسلين الموجودين في مركز الإعلام في فندق شيراتون الذي خصص لهذه الغاية. وأشاد خطباء المساجد في مختلف أنحاء البحرين في خطب صلاة الجمعة بإعلان الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة مملكة البحرين ودستورها المعدل. وأكدوا تأييدهم ومساندتهم لكل خطوات الملك ومبادراته نحو انفتاح البحرين وتقدمها على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والتنموية وتثبيت مبادئ الديموقراطية والحياة النيابية.