اختتم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية وليام سوينغ جولة شملت المغرب والجزائر والمخيمات الصحراوية في تيندوف وموريتانيا، أجرى خلالها محادثات مع المسؤولين في هذه الدول ومع ممثلي "جبهة بوليساريو" عن الوضع في الاقليم المتنازع عليه بين المغرب و"الجبهة"، وآفاق الحل السلمي للصراع فيه. وقال سوينغ في أعقاب لقاء مع الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد أحمد الطايع أول من أمس، إنه اطلع من الرئيس الموريتاني على موقف بلاده من الجهود الجارية من أجل انهاء صراع الصحراء الغربية، مضيفاً ان جولته على الدول المعنية جزء من التشاور في شأن آفاق الحل. وتأتي زيارة سوينغ لنواكشوط مباشرة بعد أخرى قام بها وزير الصحة في "حكومة" البوليساريو عمر منصور وسلم خلالها رسالة من زعيم "الجبهة" محمد عبدالعزيز إلى الرئيس الموريتاني. وقال منصور إن الرسالة تتعلق ب"الجهود الأخيرة الرامية إلى حل النزاع"، وان الرسالة أكدت لولد الطايع "إرادة الجمهورية الصحراوية في تعميق الحوار ووضع حد للنزاع". واستقبلت نواكشوط قبل "الوزير" الصحراوي، وزير الداخلية المغربي الذي سلم الرئيس الموريتاني رسالة من العاهل المغربي محمد السادس، تشرح المواقف المغربية. وتأتي هذه التحركات في ضوء اتهامات متبادلة بين المغرب والجزائر، إذ أعلن رئيس الوزراء المغربي عبدالرحمن اليوسفي في تصريحات صحافية أخيراً أن الجزائر تشكل العقبة الوحيدة أمام السلام في المنطقة. وردت الأخيرة بأن المغرب يحاول فرض رؤيته للسلام على الأطراف الأخرى. وبعض مضي أكثر من عشرة أعوام على وقف النار في الصحراء الغربية استعداداً لتنفيذ استفتاء على تقرير المصير الذي اقترحته الأممالمتحدة وصادقت عليه كل الأطراف المعنية، لا يبدو السلام على الأبواب، فيما تتراجع خطة الأممالمتحدة لمصلحة خطط بديلة ما تزال حظوظ اعتمادها ضئيلة. ويجري الحديث عن رغبة جزائرية في سلوك طريق رابع بعد الطريق المغربي الثالث الذي يدعو الصحراويين إلى قبول قدر من الحكم الذاتي تحت السيطرة المغربية. وتستند الخطة الجزائرية إلى اتفاقات مدريد للعام 1975 التي اقتسمت بموجبها موريتانيا والمغرب الصحراء الغربية. وتدعو الخطة إلى أن يطبق المغرب طريقه الثالث على الجزء من الصحراء الذي احتله بموجب اتفاقات مدريد، وأن يقيم الصحراويون الذين لا يرغبون في العيش تحت السيطرة المغربية دولة في الجزء الذي كانت تحتله موريتانيا. وترفض المغرب هذه الخطة، كما لا يتوقع أن تنال القبول في موريتانيا التي كررت دائماً تعلقها بالاستفتاء حلاً للمشكل. وكانت موريتانيا انسحبت من النزاع العام 1979، وأعلنت الحياد، وإن بقيت عضواً مراقباً في الجهود الرامية إلى وضع حد للنزاع. ويعيش عشرات الآلاف من الصحراويين في المدن الموريتانية المحاذية للصحراء الغربية. وتشكل القبائل الصحراوية جزءاً من النسيج القبلي الموريتاني. وتقع منطقة النزاع على بعد أمتار من السكة الحديد التي ينقل عبرها الحديد الموريتاني من مناجمه في الزويرات إلى ميناء التصدير في نواذيبو الواقعة هي الأخرى على الحدود مع الصحراء الغربية.