اتهمت سلطات مدينة قندهار الأفغانية ايران باستضافة معسكرات لقوى مناهضة للحكومة الافغانية الموقتة، لكن إيران ردت بتحميل إسلام آباد مسؤولية تسلل عناصر من تنظيم "القاعدة" الى اراضيها معترفة في الوقت ذاته باعتقال عدد من هؤلاء. في غضون ذلك، اتخذت السلطات الأميركية إجراءات أمنية مشددة في نيويورك ومناطق أخرى تحسباً لاعتداءات إرهابية بعد تحذير مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي من احتمال وقوعها، فيما تعرضت القاعدة الجوية الأميركية في مطار قندهار مساء امس لهجوم بقذائف "هاون". واعلنت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون اعتقال سبعة من المهاجمين، فيما تمكن ثلاثة آخرون من الفرار. وأفادت وكالة "رويترز" ان دوي اطلاق نار وانفجارات سمع في المطار لفترة نصف ساعة وكان كثيفاً لمدة خمس دقائق. في الوقت ذاته، أعلنت مؤسسة القذافي للجمعيات الخيرية ان ليبيا ارسلت طائرة الى باكستان لنقل 44 من "الافغان العرب" اليها بينهم عائلة اردنية، اضافة الى ليبيين متزوجين من باكستانيات وافغانيات. وواصلت السلطات الباكستانية البحث عن الصحافي الأميركي المخطوف دانيال بيرل، فيما افادت مصادر الشرطة في كراتشي ان المتهم الرئيسي بخطفه الشيخ عمر الذي اعتقل اول من امس، اعترف بمسؤوليته عن العملية وقال انه ينتمي الى "حركة الجهاد الاسلامي"، رافضاً كشف اسماء شركائه في العملية او تحديد مكان بيرل. على صعيد آخر، دفع "الطالباني" الأميركي جون ووكر ليند الذي مثل أمام محكمة الكسندريا الفيديرالية في ولاية فيرجينيا امس، ببراءته من الاتهامات الموجهة اليه، فيما طلب محاموه تأجيل محاكمته الى تشرين الثاني نوفمبر المقبل، ليتسنى لهم اجراء تحقيقات في الخارج، وتخفيف مشاعر الكراهية ضده التي غذتها وسائل الاعلام. إيران واتهمت سلطات قندهار ايران باستضافة معسكرات لقوى مناهضة للحكومة الافغانية الموقتة. وقال خالد بشتون احد كبار مساعدي حاكم قندهار غول آغا شيرازي: "تلقينا تقارير عن افتتاح معسكرات خاصة، احدها يمكنني كشف اسمه وهو نصرة بات ويبعد 30 كيلومتراً غرب بلدة زاهدان" الايرانية الواقعة على الحدود مع باكستان وولاية نيمروز الافغانية. ونقلت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية امس عن شخصية أفغانية مطلعة لم تسمها ان ايران منعت مقاتلي "حزب الله" الشيعي الأفغاني الذين كانوا لجأوا الى أراضيها، ومقاتلي اسماعيل خان حاكم ولاية هيرات، من التوجه الى عاصمة الولاية التي غادرها رجال "طالبان" بسبب القصف الأميركي الكثيف عبر الطريق الكبير الذي يمتد الى الحدود الايرانية. وقال المصدر ذاته إن إيران فتحت حدودها سراً لرجال زعيم "طالبان" الملا محمد عمر وزعيم "القاعدة" أسامة بن لادن. وقال مراسل الصحيفة في منطقة هيرات ان القرويين المحليين شاهدوا عشية سقوط هيرات، قافلة من نحو خمسين سيارة مطفأة الأنوار تتجه الى الحدود الايرانية. وكانت ايران نفت مرات ان تكون استقبلت عناصر من "طالبان" او "القاعدة"، لكن وزير الخارجية كمال خرازي أقر اخيراً بأن عناصر من الحركة والتنظيم ربما تمكنوا من عبور الحدود، مؤكداً انه سيتم البحث عنهم لاعتقالهم وإبعادهم. واضاف ان بلاده اعتقلت عدداً من "المهربين" بينهم عرب عبروا الى أراضيها، نافياً ان يكونوا من اتباع بن لادن. ولمح الناطق باسم الحكومة الايرانية عبدالله رمضان زاده امس الى تورط باكستان بتسهيل عبور المقاتلين الفارين الى ايران. وقال ان "احدى الدول المجاورة تعمل لادخال عناصر من تنظيم القاعدة الى ايران، وهذه المعطيات جاءت في تقرير مشترك لوزارتي الاستخبارات والخارجية". لكن صحيفة "خراسان" الايرانية نقلت عن عضو لجنة الأمن القومي البرلمانية الإيرانية محسن تركاشوند قوله إن "عدداً من اعضاء القاعدة الذين دخلوا ايران بجوازات سفر وتأشيرات مزورة اعتقلوا ولا تزال قوات الأمن تبحث عن الباقين". وعزا ذلك الى طول الحدود الإيرانية - الباكستانية.