واشنطن - رويترز، أ ف ب - قال وزير الخارجية الاميركي كولن باول انه يتحتم على الدول المتحالفة مع واشنطن احترام زعامة الولاياتالمتحدة، حتى ولو لم تحذُ حذوها في كل الاوقات. وفي ثاني عرض خلال اسبوعين لآراء الادارة الاميركية المتعلقة بعلاقاتها مع حلفائها، رفض باول المزاعم الاوروبية بأن الادارة الاميركية تتصرف بصورة أحادية وأنها مولعة بالقتال. وجاء ذلك في وقت زادت تهديدات الرئيس الاميركي جورج بوش لايران والعراق وكوريا الشمالية من الشكوك الاوروبية إزاء سياسته الخارجية. ووصل الامر الى حد مطالبة وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الولاياتالمتحدة بعدم معاملة حلفائها على انهم اتباع. وقال: "لا اؤيد مشاعر معاداة اميركا على الاطلاق، لكن مع كل الاختلافات في الحجم والوزن فإن التحالفات بين الانظمة الديموقراطية الحرة لا ينبغي ان تتقلص الى التبعية. فشركاء التحالف ليسوا اتباعاً". وقال باول امام لجنة الموازنة التابعة لمجلس الشيوخ الاميركي اول من امس: "اظهرنا حرصنا على التقارب مع بقية دول العالم، ونحن لا نسعى الى العمل من جانب واحد. ولكن عندما نؤمن بقوة بقضية ما، ويكون علينا الالتزام بمبادئنا، فهذا هو ما نقوم به ونتحرك لقيادة الآخرين ونحاول اقناعهم بالمضي قدماً معنا. بدأ اصدقاؤنا يتفهمون ان هذه هي زعامة يحتذى بها ويجب ان يحترموها". وأضاف انه في الحالات التي يعتقد الحلفاء انه من غير المناسب ان يحذوا فيها حذو الولاياتالمتحدة "فعليهم اتخاذ قرارهم المستقل". وكان التناقض واضحاً في آراء الولاياتالمتحدة وأوروبا في ما يتعلق بالسياسة تجاه الشرق الاوسط او ما اذا كانت ايران والعراق وكوريا الشمالية ينطبق عليها فعلاً وصف بوش لها بأنها "محور للشر". وتفضل الحكومات الاوروبية الحوار مع ايران وكوريا الشمالية كما ان لديها تحفظات عن تلميحات الولاياتالمتحدة بأنها قد تستخدم القوة لاطاحة الرئيس العراقي. وأبدى باول ايضاً تفضيله للحوار، الا انه لم يستبعد استخدام القوة ضد اي من الدول الثلاث، كملاذ اخير، اذا فشل الحوار في تحقيق الاهداف الاميركية. وأوضح ان "الرئيس بوش لا يريد الحرب. اننا نبحث عن السلام، ولكنك لا تجد السلام بدفن رأسك في التراب وتجاهل الشر الموجود". وأضاف: "اوضح الرئيس بوش زعامته بالاشارة الى هذا الامر بوضوح، ليرى ما اذا كان الحوار ممكناً وما اذا كانت الحلول السلمية ممكنة، ولكن في الوقت ذاته، مع عدم تجاهل المسؤوليات الملقاة على عاتقه في حال فشل الديبلوماسية والعمل السياسي". داشيل وفي المقابل، انتقد زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الاميركي السناتور توم داشيل التعبير الذى استخدمه بوش فى وصف ايران والعراق وكوريا الشمالية بأنها "محور للشر"، وقال انه وصف خاطئ. وأضاف داشيل في مقابلة مع شبكة "بي بي اس نيوز" التلفزيونية، "أن تعبير الرئيس بوش له تداعيات سلبية". وأعرب السناتور الديموقراطي عن اعتقاده أنه يتعين على المسؤولين الاميركيين أن يكونوا حذرين للغاية في استخدام لغة خطاب من هذا النوع. وقال: "رأينا بالفعل كيف ان المعتدلين فى ايران يسارعون الى إبعاد أنفسهم عنا، وأعتقد أنه يجب أن نكون حريصين للغاية في كيفية التعامل مع الدول الثلاث جميعها". واستطرد داشيل قائلاً ان "بوش محق فى لفت الانتباه الى الخطر الذي يمثله هؤلاء الناس بالنسبة الى الولاياتالمتحدة وهو محق في الدعوة الى وضع استراتيجية، وانني آمل أن يكون في مقدورنا وضعها بطريقة تعددية جماعية وليست بصورة احادية فردية". ووصف الناطق باسم البيت الابيض الاميركي آري فليشر تصريحات السناتور داشيل بأنها "غامضة"، مشيراً الى أنه كان بمقدور داشيل أن يقول هذه الانتقادات على الفور بعد خطاب بوش في 29 كانون الثاني يناير الماضي عن حال الاتحاد، ولكنه لم يفعل. وأضاف الناطق: "يبدو أن شيئاً ما قد تغير في السناتور داشيل، وربما يكون غير رأيه".