السعادة سعادتان: سعادة داخلية ذاتية، وسعادة خارجية موضوعية. السعادة الداخلية: هي سعادة الانسان في مواجهته لنفسه. وهي سعادة تكمن في داخل أعماق الانسان. وهي موهبة مكتسبة، لا يحصل عليها سوى الانسان الذي مرّ في إحدى هذه التجارب الثلاث: تجربة التصوف الديني في البحث عن الله، أو تجربة الشك الفلسفي في البحث عن الحقيقة الموضوعية، أو تجربة اكتشاف الوجود في البحث عن حقيقة الذات. وهذه التجارب الثلاث هي التي تُكسب الانسان السلام النفسي والطمأنينة الداخلية، ويقتل كل أنواع العذابات النفسية، كالشقاء والقلق والخوف. وهي الآفات النفسية التي تصيب سعادة الانسان العادي الذي لم يمر بها. والسعادة الداخلية هي سعادة دائمة وملازمة للإنسان الذي إن اكتسبها لا يفقدها، فمتى زرعت فيه لا تزول أبداً. أما السعادة الخارجية فهي سعادة الانسان في مواجهة العالم الخارجي. وتعني الفرح بأطايب الحياة. ويقول كثيرون: السعادة تُشترى بالمال. وهذا تجاوز. فالمال ليس كل شيء، بل قد يكون سبباً في تعاسة الانسان عندما يسيء استخدام المال. وهناك عناصر أخرى كثيرة تسعدنا إضافة الى عنصر المال، من الامتيازات والمكافآت والدرجات والعلاوات، والأتعاب والارباح والمكاسب. وتسعدنا الأحداث المفرحة التي تحدث لنا، كالحب والزواج واستقبال مولود جديد والابلال من المرض ونزهة خلوية بعد مشاق العمل. الزقازيق مصر - امين محمود العقاد