دان المغرب والصين الإرهاب وأكدا دعمهما الكامل وغير المشروط للجهود الدولية لاستئصال الارهاب في العالم. ودعا بيان مشترك صدر في ختام زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس الى الصين التي استمرت ستة ايام الى ضرورة التعاطي في آن مع مظاهر الإرهاب ومصادره، وايلاء مزيد من الاهتمام لقضايا التنمية وتسوية النزاعات السياسية "بما يؤدي الى استئصال مصادر الارهاب". ورهن البيان الذي اذيع في الرباط امس، محاربة الارهاب بعدم تجاوز مبادئ ميثاق الاممالمتحدة وقواعد القانون الدولي والحرص على ان يتم ذلك بتعاون وثيق مع الاممالمتحدة ومجلس الامن. وأعرب المغرب والصين عن قلقهما الشديد ازاء تدهور الأوضاع في منطقة الشرق الاوسط، واعتبرا ان استمرار الوضع على حال التدهور الراهن ومن دون تسوية شاملة عادلة ودائمة للملف "يشكل تهديداً خطراً للاستقرار والأمن في المنطقة ويؤثر سلبا على عملية السلام والنمو في العالم". ودعا الطرفان الى التعجيل باستئناف عملية السلام لوقف النزيف الحاصل في المنطقة. وعبر البيان من ناحية اخرى عن انشغال البلدين ازاء المشاكل التي تواجه القارة الافريقية من ديون ونزاعات اقليمية. وحض المجتمع الدولي على التدخل ل "تأمين استقلال الدول والحفاظ على سيادتها ووحدتها الترابية لتعزيز الامن واشاعة الاستقرار في افريقيا". واعتبر البيان ان اللقاء بين العاهل المغربي والرئيس الصيني جيانغ زيمين كان "ناجحاً وودياً وصادقاً وبحث في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك بشكل معمق". وزاد ان الطرفين متفقان على نطاق واسع في شأن القضايا الدولية والاقليمية الأساسية. وثمن البلدان "التعاون والتشاور الذي انتهجاه على الصعيد الدولي". ودعا الملك محمد الرئيس الصيني الى زيارة المغرب. وكان المغرب والصين أبرما ثمانية اتفاقات على هامش الزيارة. على صعيد آخر، وصف رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي الوضع في الشرق الاوسط أنه بالغ الخطورة، ودعا مجلس الأمن الى التدخل لانقاذ الموقف. وأعرب المسؤول المغربي عن أسفه حيال التصريحات الصادرة عن الرئيس الاميركي جورج بوش ضد ايران والعراق وكوريا الشمالية قائلاً: "لا نتفق مع المبادرات التي تزيد في المعاناة وشن الحروب. نحن ضد المبالغة في الهيمنة وتصريحات بوش لا تسهل المهمة". إلى ذلك، أعرب اليوسفي عن أمله في عودة الثقة الى الناخبين واجراء انتخابات نزيهة في خريف العام الجاري. وقال: "لست ضد حضور مراقبين اجانب، لكن اريد من المغاربة ان يلاحظوا بأنفسهم ويضعوا الثقة في الخيارالجديد". ولاحظ ان التيار المحافظ لا يزال قويا في البلاد، مضيفاً: "عندما شرعنا في الدفاع عن قضايا المرأة سرعان ما تدخل التيار المحافظ"، في اشارة الى ردود فعل الاسلاميين على خطة حكومية لادماج المرأة في التنمية قوبلت بالاعتراض. وجدد اليوسفي انتقاده لتصريحات صدرت عن المستشار اندري ازولاي لتقويم اداء حكومته، وقال: "مستشارو الملك لا يجب عليهم دستورياً التدخل في اداء الحكومة التي هي مسؤولة امام ملك البلاد". وأعرب قيادي في الاتحاد الاشتراكي الذي يتزعمه اليوسفي عن الرغبة في ابرام تعاقد جديد بين الملك والاحزاب. وقال الدكتور محمد جسوس في مؤتمر اقليمي للحزب في الرباط: "لا اصلاح من دون تعاقد بين الحركة الوطنية والمؤسسة الملكية وتوزيع السلطات بين مكونات الدولة كافة".