يصل الى موسكو اليوم الرئيس بيل كلينتون في زيارة تستمر حتى الاثنين يعقد خلالها أربع لقاءات مع الرئيس الجديد فلاديمير بوتين ويلتقي سلفه بوريس يلتسن، ويواجه اعتراضات روسية قوية على نيته الاعلان عن تنفيذ مشروع جديد ل"حرب النجوم" الذي يلقى معارضة أوروبية واسعة ايضاً، على رغم منحه وسام شارلمان في المانيا وهو مخصص للذين يعملون لمصلحة أوروبا. ويُجمع الخبراء الروس على ان القمة لن تسفر عن نتائج مهمة، فهي تعقد بين رئيس توشك ولايته على الانتهاء وآخر ما زال في بداية عهده. واستبعد الاكاديمي غيورغي ارباتوف الذي يعد "عميد" الخبراء المختصين في الشؤون الاميركية "اختراقات". وقال ان اللقاء سيعتبر ناجحاً اذا تمكن الرئيسان من "وقف التوجهات السلبية في العلاقات، أو على الأقل منع تطورها". واعتبر ان أهم مشكلة تواجه العلاقات تتمثل في نية واشنطن الاعلان عن نشر شبكة الصواريخ المضادة للصواريخ فوق ألاسكا والخروج بذلك عن التقييدات التي فرضتها معاهدة 1972. وكان بوتين هدد سابقاً بأن روسيا ستنسحب من كل الاتفاقات المتعلقة بالتسلح في حال اقدام واشنطن على مثل هذه الخطوة. وفي حديث الى تلفزيون "ان.بي.سي" امس قال بوتين انه سيعرض على نظيره الاميركي انشاء "درع مشترك" للوقاية من الصواريخ ومواجهة "أخطار" محتملة على الولاياتالمتحدةوروسيا وأوروبا. وليس واضحاً في هذه الحال مصدر "الخطر" المفترض، فالصين ترتبط بمواثيق وعلاقات طيبة مع روسياوالولاياتالمتحدة، وواشنطن كانت دائماً تتحدث عن "أخطار" مصدرها كوريا الشمالية وايران والعراق، وهي بلدان لها صلات وثيقة بروسيا. ويرى المراقبون ان تصريح بوتين محاولة ل"إحراج" الاميركيين في اطار المبارزة الاعلامية بين الطرفين. وقال سياسي روسي تحفظ عن ذكر اسمه ل"الحياة" ان اصرار موسكو على رفض انتهاك معاهدة 1972 لا يعزى الى الحرص على التوازن الاستراتيجي قدر ما هو محكوم بتمسك قادة الكرملين بإبقاء دور روسيا واحدة من "الدول الأعظم نووياً"، واضاف ان "الاعتبارات النفسية والاخلاقية" "أهم لدى موسكو في الوقت الحاضر، وتمنى ان يفهم الاميركيون ذلك". ورداً على مطالب محتملة بوقف الحرب الشيشانية قال بوتين في حديثه الى التلفزيون الاميركي ان القوات الفيديرالية لن تنسحب من الشيشان "لكي لا تصبح الجمهورية مجدداً رأس جسر للهجوم علينا". واضاف ان موسكو تريد "حل مشكلة الارهاب في موضعها لمنع انتشارها الى سائر أراضي روسيا". وفي المانيا حذر المستشار غيرهارد شرودر في خطاب ألقاه في مناسبة منح كلينتون وسام شارلمان امس من الاخلال بتوازن الأسلحة الصاروخية في العالم. وقال شرودر انه لا بد من مناقشة الخطط الاميركية لإقامة دفاع صاروخي داخل الحلف الاطلسي. وأضاف ان العالم، خصوصاً أوروبا، يحتاج الى علاقة متينة مع روسيا. ومن المهم المحافظة على الانجازات التي تحققت في مجال نزع التسلح مثل معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ التي تم التوصل اليها بين واشنطنوموسكو عام 1972 .