كما هي العادة منذ ظهور الكومبيوتر والشبكات الالكترونية، شكل معرض "كومدكس" الاخير في مدينة "لاس فيغاس" الاميركية، الحدث الاهم في عالم المعلوماتية وادواتها كافة. ولم تغب ازمة شركات الكومبيوتر واسواقها، والتدني المستمر في سوق "النازداك"، هماً طاغياً. وتحدث بيل غيتس، مؤسس شركة "مايكروسوفت" عن ضرورة الالتفات الى مصلحة المجتمع والناس اثناء التفكير في تطوير التكنولوجيا. والمفارقة ان "مايكروسوفت"، مثلاً، ترفض بدأب الكشف عن شفرة نظام "ويندوز". واحتج عدد من الولايات الاميركية على هذا التكتم. توصل الجميع الى تسوية. وسرعان ما تبين ان ولاية "ماساشوستس" ما زالت تعارض هذه التسوية، وتصر على مقاضاة الشركة حتى لو وقفت وحيدة في ميدان القضاء. لا يعني هذا الحديث ان شركة واحدة بعينها هي المقصودة بالكلام. فالارجح ان شبحاً ما طارد مدراء الشركات، هو "صورة" مدير شركة المعلوماتية في الاعلام الاميركي. فبعد سلسلة من الفضائح التي هزت اسواق الكومبيوتر والاتصالات، لم يعد هؤلاء في الصورة البهية التي كانوا عليها في التسعينات مثلاً. وبات من المألوف الحديث عن "طهو الارقام" من قبل شركات الكومبيوتر، وكذلك القول بان مدراءها لا يهتون بسوى ارباحهم من البيع المخادع للاسهم عبر ما يعرف بال "اوبشينز" Options وما الى ذلك من صنوف الخداع. لم يمنع اياً من هذه الامور مديري الشركات من الحديث بنبرة "الناس اولاً وليس التكنولوجيا". وترددت النبرة ذاتها على لسان فيورينا كارلي، رئيسة شركة "هييوليت باكارد"، وهيكتور رويز، رئيس شركة "ادفانسد مايكرو سيستمز" AMD التي تعتبر المنافس الابرز لشركة "انتل" في انتاج الرقاقات الالكترونية. ولم يتردد الاخير في تعيير المبدعين بانهم يطورون التكنولوجيا من اجل...التكنولوجيا نفسها، وليس من اجل المنفعة البشرية. هل تنجح هذه الاصوات في رسم افق جديد امام المعلوماتية وتقنياتها؟ لننتظر ولنر.