في ما تعاني سوق تكنولوجيا المعلوماتية الازمة الأولى في تاريخها، يحاول بعض المحللين اجتراح الحلول عبر مراجعة تاريخ هذه التقنية. وفي مجال صناعة اجهزة الكومبيوتر، تحاول الشركات استخلاص الدروس الملائمة في مجال التقنية واستراتيجيات السوق، خصوصاً بعد الإعلان عن الاتفاق على الاندماج بين شركتي هيولييت باكارد وكومباك. وبرأسمال قدّر حجمه بنحو 87 بليون دولار. وسيؤدي الاندماج الى ولادة عملاق قادر على صناعة انواع اجهزة الكومبيوتر كافة، مع كل الخدمات اللازمة، وهو أمر ظلّ حكراً على شركة "اي بي ام" IBM حتى الآن. وتحاول بعض الشركات النجاة عبر حصر مجال عملها في تخصص واحد، بدل محاولة المنافسة في منتوجات السوق كلها. وتحاول شركتي EMC في الصين وDELL في اميركا التركيز على اجهزة تخزين المعلومات. ومن أبرز الناجين في صناعة الكومبيوتر "ديل" و"صن مايكرو سيستمز" و"أبل" و"غيت واي" و"يونيسيس" إضافة الى "سوني" و"توشيبا" وNEC و"فوجيتسو" و"أيسر" و"ليجيند" و"سامسونغ" و"فوجيتسو سيمنز". ويلاحظ ان الكثير من الشركات الناجية نجمت عن اندماج شركات ناجحة أصلاً. وتتميز الشركات الآسيوية بحجمها الكبير في مجال الإلكترونيات عموماً، حيث ان عملها في صناعة الكومبيوتر هو امتداد للأصل. مراوحة في العلم بانتظار... ولعل أشد ما تعانيه صناعة الكومبيوتر هو تباطؤ في العلم والتطوّر. وتختلف الآراء على اسباب هذه الظاهرة، وتتفق في اثرها المهم والحاسم في صناعة تقوم اساساً على العلم. وكمدخل لهذه الظاهرة، يمكن البدء بسؤال بسيط: ما هي الفوارق النوعية الحاسمة بين كومبيوتر مكتب اليوم وذلك الذي انتج قبل خمس سنوات؟ بل ما هي الفوارق مع اول جهاز أنتج قبل عشرين عاماً؟ حدث تطور اساسي في البرامج والأدوات، أي SOFTWARE، ورافقت الأجهزة تطور المعلوماتية تحت شعار "الأسرع، الأقوى والأعلى" وكذلك... الأصغر احياناً أو الأجمل شكلاً في بعض الأحيان. وفي قول آخر، فإن صناعة الرقاقات تقفز قفزاً، وبحسب قانون مور فإنها تضاعف قدراتها كل ستة اشهر. ولم يكن احد يحلم قبل 5 سنوات بكومبيوتر مكتب فيه رقاقات تدير بلايين المعلومات وتخزنها. لكن، خلف كل ذلك النمو في العلم، ظل شيء ما يراوح مكانه، وبقي التقدم في صناعة كومبيوتر المكتب كميّاً ولم يشهد أي قفزة نوعية منذ فترة ليست بالقصيرة. وفي المقابل، تحدث التطورات النوعية في مجالات لم توضع قيد الإنتاج الموسع مثل الروبوت والكومبيوتر المندمج مع السلع العادية وكومبيوتر الكموم Quantum Computer والأجهزة البيونية التي يندمج فيها السليكون مع المواد البيولوجية. ومن المهم ملاحظة ان شركة "أي بي أم"، وهي الأكثر تقدماً في ابحاث الأجهزة الكمومية والبيولوجية. ولم تترجم هذه الأبحاث نفسها في مجال كومبيوتر المكتب وكذلك الشخصي واليدوي حتى الآن. وتحت ظاهرة منافسة الاقتصاد، يكمن الرهان الحقيقي على إمكان إنتاج كومبيوتر الكم والبيولوجيا، على نحو يجعلهما سلعة يومية في متناول الجمهور العام. [email protected] كرونولوجيا الاندماجات في الصناعة 1986 "بوروه" تندمج مع "سبيري" في شركة "يونسيس". 1989 "هيولييت باكارد" تشتري "أبوللو" للكومبيوتر. 1990 "فوجيتسي" تشتري "أي سي ال" البريطانية. "بول كروبي" تشتري "زينيث اتا سيستمز". 1991 AT & T تشتري "ان سي آر". 1996 "سيليكون غرافيكس" تشتري "كراي" للأبحاث. 1997 "كومباك" تشتري Tandem. "فوجيتسي" تشتري "أمداهل". "سامسونغ" تشتري وحدة ابحاث شركة AST. 1998 "كومباك" تشتري "ديجيتال ايكويبمانتس". 1999 NEC تسيطر على "باكارد بيل". اندماج الأفرع الأوروبية لشركتي "سيمينز و"فوجيتسي". EMC تشتري "داتا جنرال". 2001 اندماج "كومباك" مع "هيولييت باكارد".