أحمد آباد الهند - رويترز - تستعد ولاية غوجارات مسقط رأس المهاتما غاندي، لانتخابات تنذر بصدام جديد بين الحضارتين الاسلامية والهندوسية، ما يشكل تهديداً جدياً لمستقبل التعايش في الهند. وتجري في الولاية الواقعة غرب الهند، انتخابات برلمانية محلية الخميس المقبل، تشكل اختباراً لشعبية التيار الذي يقوده حزب "جاناتا بارتي" لاحياء التشدد الهندوسي. وفي الجهة المقابلة، يقف حزب المؤتمر المعارض الذي يرى انصاره ان احياء التشدد الهندوسي يحمل في طياته بذوراً فاشية، ويخشون من تجدد المواجهات الطائفية بين الهندوس والمسلمين كما حدث في آذار مارس الماضي في غوجارات حيث سقط الف قتيل على الاقل. وقال برافين توغاديا زعيم المجلس الهندوسي العالمي المتشدد المعادي للمسلمين المغول الذين غزوا الهند في القرن السادس عشر والتشدد الاسلامي في العصر الحديث وباكستان المسلمة، ان الانتخابات "ستكون استفتاء". وأشار الى هجمات مسلحة في انحاء الهند يقوم بها ثوار مسملون يقاتلون حكم نيودلهي في القطاع الخاضع لسيطرة الهند في كشمير "بدعم باكستاني"، وخلص الى ان "الهندوس مهددون". ورأى المعارضون أن المتشددين الهندوس ينشرون الخوف وعدم التسامح وأعربوا عن قلقهم من ان السماح لمثل هذه السياسات بالنجاح والانتشار، سيقوض التقاليد العلمانية التي تم اقرارها عند استقلال البلاد عن بريطانيا في 1947. وابدى مراقبون خشيتهم من ان يؤدي ازدياد التطرف الى اضعاف رئيس الوزراء الهندي آتال بيهاري فاجبايي الذي اتخذ نهجاً أكثر اعتدالاً بقيادته ائتلافاً هندوسياً يضم أحزاباً علمانية. ويمثل رئيس وزراء الولاية ناريندرا مودي الصقور في "جاناتا بارتي" وهو متهم بالتورط في قتل مسلمين بدافع الانتقام بعد مقتل 59 هندوسياً في احتراق قطار في شباط فبراير الماضي. ونفى مودي هذا الاتهام، علماً انه أشار في شكل متكرر الى مقتل الهندوس في بلدة غودرا في الكلمات التي القاها في حملته الانتخابية. والمفارقة ان بلدة بروباندار حيث ولد غاندي لا تبعد كثيراً عن دوراجي البلدة التي تنحدر منها اسرة محمد علي جناح اول مؤسس باكستان. وأصبحت هذه الولاية ساحة اختبار للاصولية في الثمانينات عندما قرر الهندوس من الطبقات العليا مهاجمة سياسات حزب المؤتمر الرامية الى كسب اصوات من الاقليات ومن بينها المسلمون والقبائل والطبقات الدنيا. وبذلك اصبحت السياسة في غوجارات سباقاً له مساران بين المؤتمر واليمين الهندوسي، خلافاً لمعظم الولايات الاخرى حيث تساعد الاحزاب المحلية القوية في كبح التطرف من الجانبين. ولن يواجه حزب "جاناتا بارتي" تحدياً من المسلمين الذين يشكلون اقل من تسعة في المئة من سكان الولاية. ولكن حتى يفوز هذا الحزب، عليه توحيد الناخبين الهندوس الذين تسود بينهم انقسامات على اسس طبقية وجغرافية. وفي المقابل، يحاول حزب المؤتمر لفت انتباه الناخبين في شكل اكبر الى السياسة. وتحسباً لمواجهات مرتقبة، انتشر نحو مئة الف من رجال الامن في انحاء ولاية غوجارات، ورأى محللون ان تحقيق "جاناتا بارتي" فوزاً كبيراً سيدفع قادة الحزب لاجراء انتخابات عامة مبكرة عن موعدها المقرر في عام 2004، فيما تضعف الهزيمة موقف الحزب في الائتلاف الحاكم في الهند.