قال وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد إن أمام الرئيس العراقي صدام حسين ثلاثة خيارات: "مغادرة البلاد إذا رغب في ذلك، أو الاعتراف بحيازة أسلحة الدمار الشامل وابداء الاستعداد لتدميرها، أو الكذب والتظاهر بأنه لا يملكها ونحن نعلم أنها لديه". وأكد في حديث إلى "الحياة" وتلفزيون "ال بي سي" أن عدداً كبيراً من الدول "أيدت سلفاً استعدادها للمشاركة" في الحرب على العراق. لكن القرار "متروك للأمم المتحدة وللرئيس" جورج بوش، مشدداً على أن "لكل دولة الحق في أن تفعل ما تشاء، واتخاذ القرار في ما ينبغي عمله". وسئل رامسفيلد عن الحكومة التي ستشغل الفراغ بعد صدام، وهل هناك أشخاص معينين سيحلون محل النظام الحالي، قال إن هناك أموراً واضحة وأخرى سيقررها العراقيون أنفسهم. أما الأمور الواضحة فهي ان الولاياتالمتحدة تريد دولة خالية من أسلحة الدمار الشامل وبلاداً "موحدة، دولة لا تشكل خطراً على جيرانها وتحترم تنوع سكانها". واما ما على العراقيين اتخاذ قرار فيه فهو "تنظيم صفوفهم كما فعل الأفغان وبناء الدولة على الأسس التي ذكرتها". وجدد رامسفيلد تأكيد واشنطن أنها "لا تسعى إلى احتلال العراق"، مبدياً تفاؤلاً في أن العراقيين سيستقبلون الجيش الأميركي وحلفاءه بالزغاديد والهتافات والفرح، كما فعل الأفغان تماماً. وقال إن "تحالفاً بكامله سيساعد العراق بعد انهيار النظام، بغض النظر عن الطريقة". وعلى رغم تأكيده أن بوش لم يتخذ قراراً بعد بتغيير النظام، أعرب عن اعتقاده الجازم "بأنه سيتغير وسيختفي بعد فترة ما، ولكنني لا أعرف كيف سيحدث ذلك، ربما قرر صدام غداً مغادرة البلاد". ونفى أن يكون بين أميركا والأممالمتحدة خلاف على تقويم عمل المفتشين الدوليين، "فكل طرف ينظر إلى الكأس المليئة حتى النصف من زاوية مختلفة". وبرر معاملة العراق بطريقة مختلفة عن معاملة كوريا الشمالية التي تملك سلاحاً نووياً وتنشر صواريخ بالستية، بأن بغداد تشكل خطراً داهماً، وأن الأممالمتحدة اتخذت 18 قراراً بحقها بسبب هذا الخطر. وقال إن بوش رأى ان "الوسائل الديبلوماسية" والتعاون مع كوريا الجنوبية والصين واليابان مفيدة في حال بيونغيانغ. واتهم النظام العراقي بأنه يواصل "تمويل الإرهابيين حتى هذه اللحظة". ووصف التعاون العربي في الحرب على الإرهاب وفي الاستعداد ضد صدام بأنه "ممتاز". وقال إن ذلك "ليس غريباً لأنهم العرب يعرفون صدام معرفة جيدة وهو ليس مفضلاً لديهم. ولن يتنفس الشعب العراقي وحده الصعداء لدى رحيله بل شعوب المنطقة". وسُئل إذا كان اعتماد الولاياتالمتحدة على قواعدها في قطر، بعد رفض دول أخرى في المنطقة، بينها السعودية، السماح بذلك، فقال إن "أفضل شيء هو ان تقرر كل تلك الدول ما تراه مناسباً، فهي ذات سيادة، وتقرر الكيفية التي تتعاون بها". وأكد أن واشنطن لن تصر على أن تفعل "كل دولة كل شيء. أو أن تعلن عن كل ما تقوم به". وشدد على أن "الدعم الذي نحصل عليه واسع وكافٍ لإنجاز المهمة". وأضاف انه سيطمئن دول المنطقة خلال جولته عليها بعد أيام إلى أن "العراق لن يبلقن"، وان ذللك سيكون "مبدأ ولا شك في ذلك". وشدد على أن الولاياتالمتحدة جاهزة للبدء بالحرب "اذا فعل صدام شيئاً يدفع دول التحالف لشنها، سنبدأها وننهيها ولا شك في ذلك". وجدد أن الاستعدادات للحرب على العراق لم تحول الانتباه عن الحرب على الإرهاب، معتبراً أن هناك علاقة وثيقة بين أسلحة الدمار الشامل والشبكات الإرهابية. وأشار في حديث إلى "الحياة" وتلفزيون "ال بي سي" ان المشكلة "أكبر من أسامة بن لادن، حياً كان أم ميتاً"، مشيداً ب"التقدم الحاصل على مستوى محاربة الإرهاب، وبتعاون "90 دولة"، لكنه اعترف بأن "المعركة طويلة".