موسكو، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اكدت موسكو انها ستعمل لدى لندن على ترحيل المبعوث الشيشاني احمد زكاييف الى روسيا "لاتهامه بجرائم خطيرة". فيما أعلنت الشرطة البريطانية أمس ان القضاء سينظر الاسبوع المقبل في طلب ترحيل زكاييف الذي اعتقل الخميس لدى وصوله من الدنمارك الى لندن حيث قدم طلباً للجوء السياسي. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية ألكسندر ياكوفنكو ان السفير الروسي في لندن تلقى تعليمات ب"الحصول على معلومات وافية عن ملابسات وجود" زكاييف في العاصمة البريطانية. ومن جهته، اعتبر الناطق باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان "تغيير مكان وجوده زكاييف لا يبدل الاتهامات الموجهة إليه"، مشدداً على ان روسيا ستسعى الى تسلمه "اينما حل". وتطالب روسيا بتسلم زكاييف مساعد الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف بزعم ارتكابه جرائم "ارهابية" بين 1996 و1999. وذكرت شرطة سكوتلانديارد في لندن في بيان ان زكاييف "اقتيد الى مركز شرطة في غرب لندن ثم اطلق سراحه". ومن المقرر ان يمثل يوم الاربعاء المقبل امام محكمة في لندن تنظر طلب تسلمه المقدم من روسيا. واطلق زكاييف الثلثاء الماضي بعدما قضى 34 يوماً في سجون الدنمارك، فيما كانت السلطات تدرس طلب روسيا تسلمه. وقررت وزارة العدل الدنماركية ان الادلة التي قدمتها موسكو ضد زكاييف لا تكفي لاصدار قرار بتسليمه. واصدرت روسيا التي تعتبر مسخادوف وزكاييف وثواراً آخرين يقاتلون من اجل استقلال الجمهورية الشيشانية عن موسكو "ارهابيين"، امراً بالقبض على زكاييف من خلال الانتربول وهو ما قاد الى احتجاز الشرطة الدنماركية له في 30 تشرين الاول اكتوبر الماضي أثناء حضوره مؤتمراً شيشانياً. وبعد اطلاقه قال محاميه الدنماركي ان امر الاعتقال الصادر من الانتربول لا يزال سارياً وقد تجد شرطة اي بلد يتوجه اليه زكاييف نفسها مضطرة لاحتجازه. وكان ألكسندر غولدفارب، مسؤول هيئة الحريات المدنية التي ساندت زكاييف بعد توقيفه في الدنمارك أكد انه طلب اللجوء السياسي في لندن. واوضح انه اوقف لفترة قصيرة في مطار لندن ثم اطلق بعدما كفلته الممثلة البريطانية فانيسا ريدغريف. وانتقد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف أمس الغربيين لعدم معاملتهم "الارهابي الشيشاني" زكاييف كما يعاملون زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن. واكد ان المبعوث الشيشاني اعلن قبيل وصوله الى بريطانيا ان "المقاتلين الشيشان قد ينفذون عمليات ارهابية اسوأ" من عملية احتجاز رهائن في مسرح في موسكو نهاية تشرين الاول اكتوبر التي اسفرت عن مقتل 170 شخصا، وانهم قد "يهاجمون اهدافا مدنية ومحطات نووية"، مشيرا الى ان "زكاييف اكد بنفسه انه يتحدث باسم المقاتلين الشيشان واعلن انه يتم التخطيط لعمليات ارهابية جديدة". ودعا الوزير الروسي القضاء البريطاني الى ان "يقرر بنفسه ما اذا كان يجب المعاقبة على مثل هذه التصريحات الاستفزازية وبأي طريقة". وتساءل: "لو ان ارهابيا آخر مثل بن لادن جاء الى لندن وشأنه شأن زكاييف صدرت في حقه مذكرة توقيف دولية وفي حال اعلن بن لادن انه يتم الاعداد لاعتداءات ارهابية جديدة ضد اهداف مدنية في الولاياتالمتحدة ... هل كان سيتم التصرف معه كما مع زكاييف؟".