ضمن سلسلة "كتابات نقدية" صدر كتاب "التطور التقني للملهاة عند توفيق الحكيم" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، من تأليف عصام الدين ابو العلا وذلك في 519 صفحة من القطع المتوسط. قسم المؤلف كتابه ثلاثة فصول: تناول في الاول ملامح التطور التقني للهزلية عند توفيق الحكيم في الفترة من 1924 حتى 1932، وتناول الفصل الثاني ملامح التطور التقني لملهاة خفيفة عن الفترة من 1935 وحتى 1949، بينما تناول الفصل الثالث ملهاة الموقف في الفترة من 1950 وحتى 1960. وقام الباحث بدراسة تحليلية لملامح التطور التقني للملهاة من خلال تناوله تطور حرفية الحبكة، وبناء الشخصية والحوار، وتوظيف الزمن والنصوص غير الكلامية إضافة الى تطور استخدام مصادر الضحك وملامح النمط الملهاوي. يستهل المؤلف دراسته بالاشارة الى ان توفيق الحكيم 1898 - 1987 بدأ حياته الفنية بكتابة الملهاة ذات الفصل الواحد المفقودة "الضيف الثقيل" عام 1919، بينما كانت "حصحص الحبوب" آخر ملهاة كتبها عام 1972، اضافة الى كتاباته المتنوعة من مسرحية جادة ومأسوية، قصة، رواية، سيرة، مقال. ويُعد الحكيم من أغزر كُتاب الملهاة انتاجاً في تاريخ المسرح المصري. وتكمن اهمية الدراسة المفصلة عن الجانب التقني لتطور الملهاة عند توفيق الحكيم في سببين رئيسيين: اولهما إلقاء الضوء على حرفية أحد اجناس المسرحية في مصر، وثانيهما إلقاء الضوء على جانب مهم من جوانب ابداعات احد رواد المسرح المصري. وعلى رغم تعداد الدراسات والكتابات النقدية التي تناولت فن الملهاة عند الحكيم، الا انها اقتصرت على الجانب الفكري فقط. ولهذا يرى مؤلف الكتاب ان دراسة الجانب التقني للملهاة عند الحكيم والبحث في ملامح تطوره يمكن ان تمثل اضافة الى تراث الدراسات المتخصصة ايضاً خطوة على طريق دراسة تقنية الملهاة المصرية في اطوارها المختلفة. واختار المؤلف مجموعة من الملاهي كنماذج تحليلية اختياراً متعمداً بناءً على أمرين: الاول، الالتزام بكل الملاهي التي لم يكتب توفيق الحكيم سواها في العام الواحد. الثاني، اختيار ملهاة من كل عام كتب فيه الحكيم اكثر من ملهاة بما يخدم قضية التطور التقني، ومن النماذج المختارة للنمط الهزلي: "المرأة الجديدة"، "رصاصة في القلب"، النمط الخفيف: "جنسنا اللطيف"، "حديث صحافي" "أريد هذا الرجل"، "لا تبحثي عن الحقيقة"، "أصحاب السعادة الزوجية"، نمط الموقف: "أريد أن اقتل"، "الصفقة"، "السلطان الحائر". وتحددت دراسة ملامح التطور التقني للأنماط السابق ذكرها بدراسة ملامح تطور بنائها الحبكة، الشخصية، الزمان، الحوار، المكان، دراسة المضحك الى جانب تفصيل دراسة النصوص غير الكلامية الارشادات المسرحية بما يضمن الوصول الى نتائج خاصة بتوجهات الحكيم في كل مرحلة من مراحل كتابته. ويشير المؤلف الى أن توفيق الحكيم جنح الى الخيالية وعدم تجديد خصائص النمط الملهاوي بوضوح في المسرحيات التي كتبها بعد عام 1960. كما ان تغيير توجهات الكتابة الدرامية لديه وقفت وراءها عوامل مختلفة: ثقافية، سياسية، اقتصادية، اجتماعية. وداخل المرحلة الواحدة كان الحكيم يطور من آليات تقنيات ملهاته في إطار نمطها الخاص، المسرحية تلو الأخرى.