لندن، فرانكفورت - "الحياة"، رويترز - قدم البنك المركزي الاوروبي للشركات والمستهلكين في منطقة اليورو هديته لاعياد الميلاد قبل الأوان اول من امس الخميس في عطلة عيد الفطر باعلانه خفض اسعار الفائدة بمقدار كبير بلغ 50 نقطة اساس نصف نقطة مئوية الى 2.75 في المئة. لكن "بنك اوف انغلند" المركزي الانكليزي ابقى الفائدة من دون تغيير عند 4 في المئة لمنع ارتفاع جديد في اسعار سوق العقار ومنع تجاوز حدود التضخم المستهدف مقابل 1.25 في المئة سعر الفائدة على الدولار، ما يعني ان الفائدة على الاسترليني بقيت الاعلى في الدول الصناعية. وقال البنك المركزي الاوروبي انه خفض سعر اعادة التمويل القياسي الى 2.75 في المئة من 3.25 في المئة وهو ادنى مستوياته في اكثر من ثلاثة اعوام، بعدما ظلت اسعار الفائدة ثابتة أكثر من عام. وخفض البنك ايضا سعري فائدة اقل اهمية بمقدار 50 نقطة اساس. وبرر رئيس البنك المركزي الاوروبي فيم دويسنبرغ الخفض، الذي طالبت به بشدة حكومات الدول الاعضاء في منطقة اليورو التي تضم في عضويتها 12 دولة منذ شهور، بقوله: "ان ثمة ادلة متنامية على ان تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي في منطقة اليورو يحد من التضخم". وقال في مؤتمر صحافي: "منذ اجتماعنا الأخير تعززت الحجج الداعية لاجراء خفض في اسعار الفائدة وتشير الادلة الى تراجع الضغوط التضخمية بفضل عوامل منها تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي". واستبعد ان يتبع البنك هذا الخفض بخفض آخر في الشهور المقبلة داعيا الحكومات في منطقة اليورو الى تعزيز النمو الاقتصادي من خلال الاصلاحات. ورحبت الاسواق المالية ترحيباً حاراً بقرار البنك المركزي الاوروبي معتبرة اياه علامة على اعترافه اخيراً بمعاناة اقتصاد منطقة اليورو من مشكلة حادة وبأن له دوراً مهما في تعزيز الثقة التي تمس الحاجة اليها. وقال دون سميث محلل شؤون السندات في مؤسسة "اي. سي. ايه. بي." في لندن: "هذا يظهر ان البنك المركزي الاوروبي قلق على النمو في منطقة اليورو وهو امر ايجابي". وقفزت اسعار الاسهم الاوروبية مباشرة بعد اعلان القرار الا انها تراجعت الى مستوياتها السابقة فيما كان اغلب المتعاملين توقعوا اقدام البنك المركزي الاوروبي على اجراء حاسم. وتذبذب سعر صرف اليورو في الدقائق الاولى التي تلت اعلان القرار إلا انه انتعش فيما ابتهج المستثمرون بتحسن التوقعات الاقتصادية بالنسبة لمنطقة اليورو. وقفزت العملة الاوروبية الموحدة حتى 1.0024 دولار اي نصف سنت مقارنة بمستواها المنخفض الذي هبطت اليه قبل ذلك وبلغ 0.9979 دولار. وخارج منطقة اليورو قرر "بنك اوف انغلند" ونظيره السويسري الابقاء على اسعار الفائدة من دون تغيير بينما خفض البنك المركزي السويدي اسعار الفائدة 25 نقطة اساس. وفي المانيا رحب المستشار الالماني غيرهارد شرودر بقرار خفض اسعار الفائدة في منطقة اليورو قائلاً "ان من المنتظر ان تساعد تلك الخطوة النمو الهش في شتى ارجاء اوروبا". الاسترليني وارتفعت أسعار صرف الجنيه الاسترليني مقابل اليورو والدولار الخميس عقب قرار "بنك اوف انغلند" ابقاء أسعار الفائدة من دون تغيير لتظل عند ادنى مستوياتها منذ 38 عاماً مثلما كان متوقعاً. وبعد دقائق من صدور القرار ارتفع سعر صرف الجنيه الاسترليني الى 1.5712 دولار من 1.5690 دولار قبل القرار. وعاودت العملة البريطانية ارتفاعها الى 63.83 بنس مقابل اليورو وهو أعلى مستويات اليوم بالمقارنة مع 63.73 بنس قبل صدور القرار. وكان الاسترليني استقر في المعاملات الصباحية اثر تصريحات أشارت الى هدنة بين وزارة المال ورئيس الوزراء توني بلير في شأن فرص الفوز في استفتاء عام على الانضمام للعملة الاوروبية الموحدة. وفي خطوة غير متوقعة أبدى وزير المال غوردون براون وكبار مساعديه تأييدهم الصريح لليورو الاربعاء قائلين "ان الحكومة يمكن ان تفوز في الاستفتاء اذا استوفت معاييرها الاقتصادية".