أعلن رئيس مجلس إدارة مجموعة "كورال اويل" المالكة لشركة "سامير" النفطية في المحمدية، الشيخ محمد حسين العمودي، التزام الشركة باصلاح كل الأضرار التي تكبدتها "سامير" جراء الحرائق التي أدت الاسبوع الماضي الى وقف انتاج زيوت الطاقة في أكبر مصفاة تكرير في المغرب. قال رئيس مجلس إدارة "كورال اويل" في رسالة مفتوحة موجّهة الى المسؤولين والرأي العام المغربي، انه يأسف للفيضانات التي غمرت المغرب أخيراً، وشملت خصوصاً مصفاة "سامير" التي "أوقعت فيها حريقاً هائلاً وضحايا". وقد خلّفت الأمطار في المغرب نحو 64 قتيلاً ومئات ملايين الدولارات من الخسائر المادية. ووعد العمودي "بالعمل مع الإدارة على تجاوز هده الكارثة، واستئناف نشاط المصفاة في أفضل ظروف الأمن" وأسرع وقت ممكن. ووفقاً لمصادر في الشركة، فان "سامير" تحتاج الى ما بين 8 و12 شهراً لاستعادة نشاطها السابق. وهي تنتظر انجاز عملية تجفيف المياه المتسربة الى وحدات الانتاج والمعالجة لتقييم الخسائر وكيفية إصلاحها. وطلبت من شركة "فوستر ويلر" البريطانية تحديد حجم الخسائر ومدة الانتظار قبل استرجاع النشاط. وكان المدير العام للشركة، عبد الرحمن السعيدي، صرح ان التقديرات الأولية تشير الى خسائر بحدود 150 مليون دولار، وتوقُف عن العمل بين أسابيع وأشهر عدة بسبب الأضرار التي يمكن ان تكون قد طالت بقية وحدات الانتاج والمعالجة والتخزين. ولفت الى انه ما لم يتحسن الطقس ويتم تجفيف المياه، فانه لا يمكن الوقوف بدقة على حجم الخسائر. من جهتها، أعلنت شركة "سند للتأمين" ان "سامير" ستحصل على تعويضات الخسائر كاملة بعد تحديد المسؤولية المدنية، وان اتصالات تجري مع الشركات الدولية المتعاقد معها لتقييم خسائر "سامير" التي لها بوليصات تأمين على المخاطر مع شركة "تأمينات زوريخ" و"الشركة الفرنسية للتأمين وإعادة التأمين" اس سي او إر. وطلبت بلدية الصخيراتجنوبالرباط من "سامير" التدخل العاجل لتنظيف قنوات مياه الشرب التي تسربت إليها كميات نفطية من أنبوب الغاز الذي يربط بين مصفاة الشركة في سيدي قاسم 130 كيلومتراً شمال شرقي الرباط وميناء المحمدية على المحيط الاطلسي. وقالت البلدية في رسالة وجهتها للشركة ان الأمر ينذر ب "كارثة بيئية باتت تهدد المدينة"، بسبب الحرائق المنبعثة من الأنبوب والتي طالت المحاصيل الزراعية وتؤثر على جودة المياه التي اختلطت بالنفط. وفي الوقت الذي بدا ان المياه والنار والخسائر تحاصر "سامير" من كل جانب، ذكرت مصادر في الشركة النفطية انها بدأت في استيراد كميات من زيوت الطاقة لتعويض الانخفاض المسجل في مخزون النفط المكرر والذي يغطي أسبوعين من الاستهلاك. وتدرس "سامير" أيضاً إمكان العمل من مصفاتها في سيدي قاسم لإنتاج نحو 60 في المئة من حاجة المغرب من زيوت الطاقة، والتي تُقدر سنوياً بنحو 10 ملايين طن. وتتخوف الشركة التي طلبت وقف التداول بأسهمها في بورصة الدار البيضاء، من فقدان جزء من سوقها المحلية لفائدة منافساتها "دتش شل" و"توتال فينا" و"موبيل" التي تتحين الفرص بعدما سمحت لها الحكومة بتوريد النفط والغاز من دون جمرك في شكل استثنائي، لتعويض النقص المتوقع في السوق المغربية للطاقة. ووضعت الحكومة ثلاث موانئ لاستقبال النفط المكرر المستورد، هي الجرف الاصفر، جنوبالدار البيضاء، وأغادير، جنوب المغرب، ثم الناظور على البحر الابيض المتوسط. كما بدأت الاتصالات مع شركة "سوناطراك" الجزائرية لتوريد جزء من الغاز الجزائري عبر ميناء الناظور. يذكر ان "سامير" مملوكة بنسبة 67 في المئة الى مجموعة "كورال اويل" السعودية التي اشترتها بنحو 419 مليون دولار في عام 1997، ووعدت باستثمار 720 مليون دولار لتحديث المصفاة وإعدادها للمنافسة الدولية وتحرير قطاع الطاقة بالكامل سنة 2007.