اعلن المغرب رسمياً اكتشاف النفط والغاز بكميات كبيرة واستعداده الدخول الى "نادي الدول المنتجة للطاقة". واكد الملك محمد السادس اول من امس في خطاب لمناسبة عيد الشباب "ان المغرب تمكّن من اكتشاف النفط والغاز من النوع الجيد في تاليسنت منطقة فكيك بكميات وافرة ما يعني التحول من بلد مستورد الى بلد منتج للطاقة. وهذا اول اعلان رسمي عن وجود نفط في المغرب منذ باشرت شركات اميركية عمليات التنقيب والاستكشاف في المناطق المتاخمة للحدود الجزائرية قبل ثلاثة اشهر. وقال الملك، الذي بدا عليه الارتياح وهو يقرأ خطاباً مكتوباً: "ان اكتشاف النفط لا يعني بتاتاً تحوّل المغرب الى بلد نفطي ذي اقتصاد ريعي مورده الاساسي والأوحد الثروة النفطية، ان الثروة النفطية المُكتشفة لن تحجب عن بالنا اعطاء مكان الصدارة لتقوية وتنمية قطاعاتنا المنتجة الواعدة التي لدينا فيها قدرة تنافسية دولية مثل السياحة والصيد البحري والتكنولوجيا الحديثة للاعلام والتواصل والخدمات والصناعات اليدوية والنسيج". واعتبر الملك محمد السادس، الذي اشار الى انه كان يتمنى لو ان والده الملك الراحل الحسن الثاني هو الذي بشّر باكتشاف النفط "ان الثروة المُكتَشفة لن تشكل ابداً بديلاً لثروتنا الزراعية بل ستكون اداة اثراء لها ووسيلة لتكثيف البحث الفلاحي والاستفادة من التطور التقني الذي يزيد الفلاح تمسّكاً بأرضه المعطاء في مجال اقتصاد الماء ونوعية الزراعات المناسبة لمناخنا". واعلن محمد السادس من جهة اخرى ان فاتورة استيراد النفط ستحوّل الى الاستثمار في مجالات التكوين والتأهيل واعداد الشباب لتحديات العولمة. وقال: "ان رأس المال البشري يشكّل ثروة الاقتصاد الجديد وعماد تدبير وتحويل باقي الثروات الطبيعية". ويستورد المغرب نفطاً بقيمة 1.5 بليون دولار السنة الجارية يشتريها من الاسواق الدولية وهي تمثل نحو 17 في المئة من مجموع واردات المغرب الخارجية. وكانت مجموعة "سكيدمور" الاميركية التي انجزت اكتشاف النفط في المغرب عبر فرعها المحلي "ليونستار" اشارت في تقرير سابق الى ان المغرب يملك في منطقة تالسينت وحدها نحو 20 بليون طن من النفط الجديد بعمق يراوح بين الف وثلاثة آلاف متر يكفي 400 سنة من الاستهلاك المحلي ما يجعل المغرب في مرتبة مشابهة لانتاج المكسيك. وتستعد الشركة الاميركية حالياً للانتقال الى منطقة العرائش البحرية افوشور لمواصلة التنقيب ضمن عقد وقعته في ايار مايو الماضي في الرباط يسمح لها بالعمل في ثماني مناطق يحتمل وجود النفط فيها بكميات تجارية. وكشفت مصادر من وزارة الطاقة المغربية ل"الحياة" ان الشركة الاميركية تستعد لتوقيع اتفاق استغلال مع الحكومة المغربية يسمح لها باستخراج النفط وتسويقه. كما اعلن المغرب ان 18 شركة اخرى انكلوساكسونية حق مباشرة الاستكشاف في مناطق اخرى على المحيط الاطلسي وقرب جبال الاطلس وفي عمق البحر الابيض المتوسط ومناطق الجنوب بمساعدة تقنية من وكالة الفضاء الاميركية ناسا التي وقّعت الاسبوع الماضي اتفاق تعاون استراتيجي مع المغرب. واشارت المصادر الى ان المغرب سيعلن عن مناقصة دولية مفتوحة امام الشركات العالمية لتوسيع مساحة استكشاف النفط. من جهة اخرى اكدت مصادر ل"الحياة" ان المغرب سيدعو الى مناقصة بناء مصفاة نفطية في ميناء الناظور الشرق الذي سيتحول الى ثاني ميناء نفطي في المغرب بعد المحمدية حيث توجد شركة "لاسمير" التابعة لمجموعة "كورال اويل" السعودية. واشارت المصادر ان المغرب يعتزم استثمار 3.5 بليون دولار في السنوات الخمس المقبلة في مجالات النفط والغاز وربط آبار النفط بأنابيب تصل الى البحر الابيض المتوسط على ان تربط آبار النفط المتوقعة في منطقة العرائش بأنبوب يصلها الى ميناء طنجة التجاري على المحيط الاطلسي. ويعتقد المغرب ان عائدات النفط في المرحلة الاولى ستكفي لسداد الديون الخارجية 18 بليون دولار وتمويل جزء من التجارة الدولية التي خسر فيها المغرب السنة الجارية نحو اربعة بلايين دولار.