قالت مصادر اقتصادية مغربية امس ان خسائر مجموعة "سامير" النفطية من جراء الحريق الذي اندلع في خزاناتها وجزء من مصفاة التكرير في ميناء المحمدية أول من أمس تقدر بين اربعة وخمسة بلايين درهم 385 - 485 مليون دولار وتشمل التجهيزات التي اصابها الضرر، لكن من دون احتساب الخسائر التي ستتكبدها المجموعة نتيجة توقف تكرير النفط وتسويقه. أفادت المصادر الاقتصادية المغربية، التي استندت في تقديراتها لخسائر الحريق الى شركات التأمين في الدار البيضاء، ان الشركة المملوكة بنسبة 67 في المئة لمجموعة "كورال اويل" السعودية قد تحصل على تعويضات عن الاضرار، لكن ذلك يتوقف على تحديد نسبة المسؤولية المدنية ونوعية التأمين وشروط العقد وطريقة احتساب الاضرار. وتملك "سامير" عقود تأمين مع شركتي "سناد" و"اطلنطا" المحليتين وشركات اوروبية اخرى. وحسب المراقبين فان خسائر الشركة تقدر بنحو 40 في المئة من اجمالي حجم نشاط قطاع التأمين المغربي المقدر بنحو 1,1 بليون دولار. وتوقعت المصادر ان ترتفع بوليصات التأمين على الطاقة السنة المقبلة في المغرب. وهبطت اسهم "سامير" في بورصة الدار البيضاء أمس وخسر السهم نحو ستة في المئة من قيمته في التعاملات التي تلت الحريق مباشرة. وواصلت الاسهم تراجعها بعدما فضل صغار المستثمرين التخلص من سنداتهم التي تمثل 33 في المئة من اجمالي رأس مال الشركة الذي كان يقدر بنحو 900 مليون دولار قبل عامين. وتعقدت وضعية الشركة بعد اكتشاف حرائق جديدة في انبوب الغاز الذي يربط بين مصفاة التكرير في سيدي قاسم شمال شرقي الرباط وميناء المحمدية، وهو المشروع الذي كان موله "البنك الاسلامي للتنمية" بقيمة 40 مليون دولار. وتسببت الحرائق التي وقعت في منطقة بن سليمان شمال الدار البيضاء في تسرب كميات من البنزين التي اختلطت بآبار المياه العذبة في الاقليم. الى ذلك قال بيان للحكومة المغربية امس ان الحريق وما نجم عنه لن يؤثر في معروض النفط ومشتقاته في محطات التوزيع، ولن تشهد الأسعار أي زيادة، مؤكداً ان الحرائق لم تمس احتياط النفط الاستراتيجي. وقبيل تحرير سوق المنتجات النفطية المكررة في تموز يوليو عام 2002 كانت "سامير" تحتكر هذا القطاع بمبيعات اجمالية سنوية قيمتها نحو 1.1 بليون دولار. وتنتج "سامير" 80 في المئة من مجموع حاجات المغرب من النفط والغاز، وسمح في الآونة الاخيرة لشركات النفط الدولية مثل "رويال داتش/شل" و"توتال فينا الف" و"موبيل" باستيراد النفط المكرر من دول الاتحاد الاوروبي ضمن خطة تدرجية لتحرير قطاع الطاقة بالكامل في سنة 2007. وأعلن مسؤول كبير في وزارة الطاقة والمعادن المغربية أمس ان "سامير" ستجري مناقصة اعتباراً من الشهر المقبل لشراء منتجات نفطية مكررة بعدما اغلقت فيضانات وحريق اندلع يوم الاثنين الماضي مصفاة المحمدية التابعة لها والتي تبلغ طاقتها الانتاجية 125 الف برميل يومياً. وقال المسؤول ل"رويترز": "ستجري سامير وموزعو القطاع الخاص مناقصة اعتباراً من كانون الاول لتوريد منتجات نفطية لضمان تمتع السوق بالامدادات المعتادة". وأضاف المسؤول ان "سامير ما زالت تعكف على تقويم الضرر الذي سببه الحريق". وقال مصدر في القطاع ان المصفاة "لن تستأنف نشاطها على الارجح قبل نهاية الاسبوع المقبل". ويستهلك المغرب نحو 5.6 مليون طن من المنتجات النفطية المكررة سنوياً.