تواصل أندية الدوري السعودي لكرة القدم الاستعداد في شكل جدّي وقبل بدء صافرة العودة إلى مباريات البطولة، وتحاول أن تعالج الخلل الذي طرأ على أدائها في المراحل الأولى. وكان الحديث أمس عن فريق الاتحاد متصدر الترتيب حتى الآن، ويطاول اليوم الهلال الوصيف، الذي لعب عددًا أكبر من المباريات بلغ سبعة لقاءات، بسبب تقديم اثنين له لانشغاله في مسابقة كأس السوبر الآسيوية، وربما هذا ما ساعده لاحتلال المركز الثاني، علمًا أن الفرق التي تليه في الترتيب مؤهلة لتجاوزه، فالفارق الذي يفصله عنها لا يتعدى ثلاث نقاط مع أفضلية لها في عدد المباريات. استهل الهلال بطولة الدوري السعودي بداية جيدة فحقق انتصارين متتالين على الرائد 1-صفر، والطائي 2-1 وتصدّر الترتيب. غير أن الفوز لم يكن مقترنًا بتقديم عروض تتناسب وسمعته، ثم جاءت الانتكاسة الكبيرة عندما سقط مرتين على التوالي أمام القادسية ثم الطائي. والتعثرالثاني كان على أرضه وبين جمهوره، الذي تأكد أن "الزعيم" لم يعد ذلك الفريق المرعب وبات ممرًا سهلاً للآخرين، ولم يعد مقتنعًا البتة بالمدرب الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا فطالب برأسه. غير أن النادي كان يعيش فراغًا إداريًا ولم تستطع الادارة المكلفة من حسم الامور إلى أن قدم المدرب استقالته في بادرة أرضت الأطراف جميعها، وتوجه إلى بلاده للاشراف على تدريب منتخبها، ثم أنيطت المهمة بمدرب فئة الشباب اليوغوسلافي بانوشيا، ونجح في تحقيق الفوز على الشباب 2-1 لكنه تعادل مع الشعلة صفر-صفر قبل أن يفوز على النجمة 2-1. وشهدت المباراة عودة مهاجم الفريق عبدالله الجمعان. وجاءت فترة توقف النشاط الرياضي فرصة ليرتب الهلاليون أوراقهم المبعثرة. وفشل لاعبو الهلال الكبار في انتشال فريقهم من تقديم العروض السيئة، ولم يستطع الدعيع والجابر وسليمان وخليل في إثبات جدارته. وبدأت الانتكاسة عندما فقد الفريق خدمات الظهير الأيمن تركي الصويلح أمام القادسية، ولم يستطع البديل ذياب مجرشي من تعويض النقص، كما أن الاخطاء الدفاعية أسهمت بتلقي خسارتين متتاليتين. ثم افتقد إلى خدمات لاعب وسطه نواف التمياط وظهيره الأيمن أحمد الدوخي بسبب الاصابة أيضا. واختير الامير عبدالله بن مساعد رئيسًا جديدًا بعد اعتذاره للمرة الأولى، لكنه قبل في الثانية بعد توافر الدعم المالي. وبدأ خطوات التصحيح بالتعاقد مع المدرب الروماني إيلي بالاتشي ليشرف على الفريق ، وهو قرار أرضى الهلاليين جميعهم لا سيما أن المدرب العتيد سبق له أن حقق نجاحًا مع "الزعيم" في فترات سابقة. ثم أعلن الرئيس تجديد عقد الحارس الثاني حسن العتيبي وصرف الرواتب الشهرية المتأخرة للاعبين. وتتواصل الاجتماعات حاليًا لإعادة الوهج السابق، كما تقدمت الإدارة بطلب استضافة مباريات المجموعة الثالثة في إطار الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا. وينتظر وصول بالاتشي في غضون اليومين المقبلين، ويتوجب على صائد البطولات وهو اللقب الذي يشتهر به المدرب الروماني، أن يعيد الروح من جديد إلى التشكيلة، وأن ينظر في ملفات اللاعبين الأجانب، وسيدلي برأيه النهائي في مسألة بقاء أو رحيل البرازيليين صوماليا ورونالدو اللذين لم يقدما ما يشفع ببقائهما. ويقود تدريبات الهلال حاليًا منصور المنصور ويشارك فيها "الكبار" أمثال الثنيان والجابر والدعيع والجمعان والشريدة. وسيفتقد الفريق في المرحلة المقبلة عمر الغامدي ومحمد الشلهوب لانضمامهما إلى المنتخب الساعي إلى المحافظة على لقبه بطلاً لكأس العرب. وسيبدأ الهلال مبارياته بعد التوقف بلقاء الاتفاق قبل أن يواجه الرياض ثم الأهلي، ويلتقي غريمه التقليدي النصر في الجولة ما قبل الاخيرة. ويختتم مرحلة الذهاب بلقاء وصيفه الاتحاد. على صعيد آخر، يجري الهلال مفاوضات لضم لاعب الاتحاد سامي شاص الذي أكد أن أحد أعضاء الشرف البارزين في "الزعيم" عرض علي الانتقال إلى صفوفه "وأنا رحبت بالفكرة بانتظار أن يتبلغ إداريو الاتحاد كتابًا رسميًا بهذا الشأن". وكان شاص تلقى عرضًا من الاتفاق للانتقال إليه بنظام الاعارة لمدة ستة أشهر من خلال الحديث مع المشرف على كرة القدم منصور البلوي، "فأحال الموضوع على المدرب جوزيه أوسكار الذي أكد أن لا مكان لي حاليًا في صفوف الفريق في ظل وجود عدد من زملائي المميزين في خط الوسط". وأضاف: "إن انتقالي إلى الهلال أو الاتفاق وارد لا سيما أنني أسعى إلى تأمين مستقبلي. وأبحث عن المشاركة أساسيًا".