أبيدجان - رويترز - اشتبكت القوات الفرنسية مجدداً مع متمردين في غرب ساحل العاج فيما تستعد باريس لنشر مئات أخرى من القوات قرب خط الجبهة في البلد الواقع في غرب أفريقيا. وقال ناطق باسم الجيش الفرنسي أمس انه لم يسقط قتلى أو جرحى في تبادل اطلاق النار خارج مدينة دوكويه بعد يوم من اشتباك آخر مع المتمردين الساعين للاطاحة بالرئيس لوران غباغبو. ومع وصول تعزيزات جديدة أول من امس اصبح لفرنسا القوة المستعمرة السابقة نحو 2500 جندي في ساحل العاج للمساعدة في انهاء حرب اعقبت انقلاباً فاشلاً في 19 ايلول سبتمبر الماضي وأدّت في صورة متزايدة الى تقسيم الدولة التي تعد اكبر منتج للكاكاو في العالم على اساس عرقي. ووقعت الجماعة المتمردة الرئيسية التي تسيطر على الشمال المسلم الى حد كبير اتفاق هدنة منتصف تشرين الاول اكتوبر الماضي. لكن المحادثات حققت تقدماً قليلاً وتبدد السلام الهش الشهر الماضي بظهور فصيلين متمردين جديدين في الغرب. وتعتبر بلدة دوكويه حيث اشتبك المتمردون الغربيون والقوات الفرنسية ثلاث مرات خلال اسبوع ملتقى طرق يحتاج المتمردون للاستيلاء عليه من القوات الموالية للحكومة ليمكنهم التقدم في اتجاه مدينة ابيدجان الرئيسية او الميناء الثاني سان بيدرو. وعزت القوات الفرنسية اشتباك السبت الى محاولة المتمردين التقدم الى دوكويه. لكن ناطقاً باسم هؤلاء حمّل الفرنسيين المسؤولية. وقال فليكس دوه من "الحركة الشعبية العاجية للغرب الاقصى" في اتصال هاتفي عبر الاقمار الاصطناعية: "كانوا يتقدمون في اتجاهنا والمرتزقة من خلفنا ولذلك اضطررنا لفتح النار". واضاف ان "الشيء الوحيد الممكن ان يزحزحنا به الفرنسيون هو القنبلة الذرية. لو ارسلوا مليون رجل فسنظل نقاتل لأننا نقاتل من اجل بلدنا". وكانت الاوامر الاصلية للجنود الفرنسيين في ساحل العاج حماية الاجانب ومنهم نحو 20 ألف مواطن فرنسي. لكن زاد تورطهم واصبح لديهم تفويض لفرض وقف لاطلاق النار وحدوا من انتشار القتال. وأعلن ناطق باسم الجيش الفرنسي ان مئات الجنود الذين وصلوا الى أبيدجان بحراً أول من امس ترافقهم عربات مدرعة ومروحيات وشاحنات سيبدأون الانتشار الاسبوع الجاري. ومن المقرر ايضاً ان تبدأ دول غرب افريقيا نشر قوة كان الهدف منها اصلاً ان تحل محل الفرنسيين لكنها ستعمل الآن الى جانبهم لحماية خط الهدنة. من جهة أخرى، افادت السفارة الاميركية في ابيدجان ان متمردين يحتجزون مرسلا لوثريا اميركيا في اقصى غرب ساحل العاج ويرغمونه على معالجة جرحاهم.