تشكل المرأة - الأم محور رسائل التقدير التي كتبها ثلاثة رجال يحتلون مراكز مختلفة في المجتمع السعودي. فالفنان حبيب الحبيب ينسب نجاحه في حقل المسرح الى تشجيع والدته له وحثّها له على تنمية موهبته الفنية على مسرح الأسرة وفي كواليس الحياة اليومية. ولم يقتصر دورها على التشجيع بل حرصت على لعب دور مدير الأعمال عبر اقتراحها أنواع الشخصيات التي ينبغي على ولدها القيام بها وتلك التي عليه رفضها. أما محمد السويد، رجل الأعمال، فلم يتحمل البعد عن والدته عند التحاقه بالعسكرية بعدما خرج من حضن العائلة ورحمها. والأخت، التي يعتبرها امتداداً لوالدته، شكلت معبره الى عالم الأعمال، وخالد الحديثي نزل عند رغبة والدته بعدما ذرفت الدموع. والوالدة في معرض الرسائل هذه، ترفض ان يخرج ولدها عنها فلا تسمح لحوادث الحياة بزرع الاختلاف في ابنها. وهو ما يعبر عنه الحبيب بقوله: "لا تزال تريدني أن أكون الابن الذي ربته والذي لن تغيره متغيرات زمنه". والدتي مثال أحتذي به لا أستطيع أن أصف العطاء الذي تمكن في روحي وكياني ومخيلتي وفي ذكريات واقعي. انه عطاء تلك المرأة التي وقفت الى جانبي واستطاعت ان تمنحني من الحب والحنان ما لم أجده في أحد سواها... تبقى أمي وجهاً مشرقاً من وجوه الحياة الرائعة ولها من الأثر في حياتي ما لا يمكن حصره، خصوصاً عند دخولي عالم الفن المسرحي والتلفزيوني. قدمتُ ما يليق بها ورسمت البطولة المسرحية بعزيمة وتفوق على خشبة المسرح الكبير. وأنا أتذكر عبارات تلك المرأة وحروفها وحنين توجهاتها بعدما حرصت ان تقدمني للمسرح والتلفزيون بعدما اكتشفت، بفضل رعايتها الدائمة، موهبة التمثيل. فبعدما لاحظت أنني أقوم بالتمثيل في مملكتنا الأسرية اقترحت عليّ أدواراً تحاكي شخصيتها الطيبة وحرصت على ان أقدم أدواراً خالية من الكره والعصبية والغضب. هي تخشى أن أقوم بأداء هذه الأدوار التمثيلية الدرامية. منذ أن شجعتني والدتي، حفظها الله، على المشاركة في الأعمال الدرامية زرعت في داخلي أثراً طيباً. فهي لا تزال تريدني أن أكون الابن الذي ربته ولم تغيره متغيرات زمنه، ولا جمال فنه. ولا أنسى موقفاً رسم في عيني أروع دمعة حنين عندما فاجأتني خالتي بهدية رائعة جمعت فيها ارشيفاً صحافياً كاملاً من أعمالي المنشورة في خلال السنتين الماضيتين، وذلك الى جانب الصور الفوتوغرافية. في هذا الوقت، لقد كانت أجمل هدية قدمت لي في حياتي ولن يستطيع مداد القلم أن يعبر عن عظمة المرأة في حياتي، بدءاً بوالدتي ووصولاً الى خالتي. فنان سعودي لم يغمض لها جفن... والدتي لها الأثر الأكبر في حياتي. منذ ولادتي وحتى اختلاطي بالعالم الخارجي في دور التعليم. لن أنسى ذلك اليوم الذي دخلت فيه عالم الواقع الصارم في الجيش ولم أحتمل ما أنا فيه إذ كان فوق طاقتي، كنت أشعر بأنني في عالم آخر مختلف عن عالمي الأسري وخشيت أن تتدهور نفسيتي ولم أعد أستطيع أن أتصور نفسي هكذا. ذرفت دموعي يوم تحدثت الى والدتي عبر الهاتف كنت أريد ان تساعدني وأن تخرجني، شعرت بحاجتي الى حضنها ورغبت في أن أكون معها. شعرتْ بما أشعرُ به فلم تغمض لها عين ويرتاح لها بال الى ان جاهدت، مع والدي لاعادتي الى جوارها. قدمتُ اعتذاري من العسكرية والتحقت في الجامعة وتخصصت في المجال الإداري. شعرت بذاتي وكياني فعشت بداية اكتشاف امرأة ثانية لم أتوقع أن أتأثر بها الى هذا الحدّ. كان لأختي أعمال خاصة تشعرها بمكانتها، رافقتها الى كل مكان ذهبت اليه حيث تستريح وتنفذ وتعمل. اكتشفت قدرتي على خوض عالم الأعمال بجدارة وتمكن. أصبحت أختي في داخلي، فدخلت هذا العالم من كل أبوابه، وأستطيع تقديم الانتاج الجيد. رجل أعمال سعودي "أنانية" تثنيها دموع الوالدة سأحاول الالمام بجوانب المرأة التي لها كل الشكر والثناء والتي لن تفيها هذه الكلمات حقها. فمنذ خرجت الى هذه الدنيا شعرت بحرارة شمسها ولهيبها، رفرفت عليّ والدتي بحنانها وعطفها. عشتُ في ظلها وشربت من تضحياتها وذقت من حنانها واستزدت من عاطفتها ولم أكتف بعد، فهي كوكب أستضيء به، ومن دونه أبيتُ في الظلام. لقد كان حبي لوالدتي كبيراً جداً ما جعلني أعطي شخصيتها القوية مكانةً مؤثرة منذ دخلت مراحل الدراسة الابتدائية وبعدما قررت أن أقف الى جانب وطني أتطوع في المجال العسكري. لم ترض والدتي أن ألتحق بهذا المجال لخوفها الشديد عليّ، حاولتُ تقديم كثير من التوسلات وعظيم الرجاء لكنها رفضت وبزغت الدموع في عينيها، ولكن شخصيتها القوية أبت أن تذرفها. وبعدما وقعت تلك الدموع شعرت بما تشعر به وأحسست بأنانيتي بابتعادي عنها. قمت بعد التحاقي وحصولي على موافقتها، بترك الجيش. فرحت والدتي وملأتها السعادة، دخلت الجامعة التي شكلت منعطفاً خطيراً في حياتي إذ اكتشفت العديد من مواهبي، كان تصميم المواقع الالكترونية ما تميزت به. صممت موقعاً الكترونياً فيه الشعر والخواطر وأسميته الوله. لاحظت ابداعي وفن تصميمي فأصبحت أتذكر والدتي، كل نجاح لي أقدمه هدية لها. صاحب موقع الوله الالكتروني