سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بغداد تؤكد سقوط قتلى وجرحى في غارة اميركية - بريطانية وتخزن اسلحة استعداداً للحرب . خمسة بلايين دولار لتركيا ثمن نشر وحدات أميركية في كردستان والأناضول
باشر العراقيون تخزين أغذية تحسباً للحرب التي قدرت وكالة إغاثة عدد ضحاياها المحتملين في صفوف المدنيين بمئة الف قتيل. وفيما اعلن البنتاغون ان طائرات اميركية وبريطانية قصفت مركزاً عراقياً للاتصال في جنوبالعراق، اكد ناطق عسكري في بغداد ان القصف طاول اهدافاً مدنية بينها مسجد وأوقع ثلاثة قتلى وستة عشر جريحاً في محافظتي البصرة والناصرية راجع ص2 و3. وبدا امس ان الضغوط الاميركية لشن حرب على العراق انتقلت الى مرحلة جديدة. واتصل وزير الخارجية الاميركي كولن باول بنظيره التركي يشار ياكيش عشية وصول مساعده مارك غروسمان ومساعد وزير الخزانة جون تايلور الى انقرة لإجراء محادثات تتناول المساعدات الاقتصادية الاميركية، والوضع السياسي في المنطقة. وافادت صحف تركية ان اميركا قدمت الى انقرة سلسلة مطالب عارضة خمسة بلايين دولار مقابل تلبيتها، ومن هذه المطالب دعم عسكري ولوجستي للوحدات الاميركية الخاصة التي ستكلف احتلال شمال العراق، ونشر عشرات الآلاف من الجنود الاميركيين في الاناضول. واعلن الامين العام لحلف الاطلسي جورج روبرتسون ان الحلف "ملتزم اخلاقياً" مساعدة الولاياتالمتحدة اذا شنّت حرباً على العراق. لكنه قال ان واشنطن ملتزمة قرارات الاممالمتحدة ولن تبادر الى الهجوم من دون ضوء اخضر من مجلس الامن. وافادت صحيفة "واشنطن بوست" امس ان محللي الاستخبارات الاميركيين والبريطانيين يراقبون الرئيس صدام حسين، ويقدمون الى صنّاع القرار تقديرات عن تحركاته ومواقفه ونياته المحتملة في حال حدوث هجوم. ونقلت عن مسؤولين في الاستخبارات الاميركية انهم يعتقدون ان انقلاباً عسكرياً قد يطيح صدام اذا كانت قوات برية بقيادة الولاياتالمتحدة توشك على غزو العراق. وقال مسؤول استخباراتي رفيع المستوى: "كان التوقع انه كلما تزايد احساس القادة العسكريين العراقيين بأن النهاية قريبة، كلما تزايد عدد الاشخاص في الداخل الذين سيكونون مستعدين لأن يرفعوا ايديهم". لكنه اضاف محذراً ان "من المستبعد ان يحدث هذا قبل ان يسمعوا المدافع تبدأ بإطلاق قذائفها". ودعا السيناتور الاميركي جوزف ليبرمان امس الرئيس جورج بوش الى تقديم الأدلة التي تثبت ان العراق يمتلك اسلحة دمار شامل. واعرب خلال زيارته قطر، حيث يتفقد الجنود الاميركيين عن اعتقاده بأن "الوقت حان ليقدم بوش الأدلة عن امتلاك صدام حسين اسلحة دمار شامل، ليس الى الاممالمتحدة وحدها بل الى الشعب الاميركي ايضاً … ليفهم العالم كله ضرورة الحرب". واذ استجوب المفتشون الدوليون رئيس جامعة التكنولوجيا في بغداد مازن محمد علي جمعة واطلعوا على لائحة بأسماء الاساتذة وتفقدوا مختبرات، لوّحت بغداد مجدداً ب"تلقين الغزاة دروساً". ووصف نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان اتهامات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لبغداد بنقل اسلحة كيماوية وبيولوجية الى سورية بأنها "سخيفة"، وقال ان "قيادة العراق وشعبه يرفضان الانصياع الى التهديدات العدوانية وسيقاومانها بشدة"، فيما نشرت في بغداد معلومات عن تدريبات على حرب المدن تجريها تنظيمات حزب "البعث". واكد نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف ان التطبيق الكامل للقرار 1441 يجب ان يؤدي الى رفع الحظر عن العراق. وزاد: "يجب ان تزداد آفاق رفع الحظر وضوحاً بمقدار ما يعزّز العراق تعاونه مع المجموعة الدولية والاجابة عن الاسئلة العالقة" حول برامج تسلحه. وجدّد معارضة موسكو استخدام القوة من دون تفويض من الاممالمتحدة. في غضون ذلك، قال وزير الخارجية المصري احمد ماهر ان القاهرة لن تشارك في اي هجوم على العراق، معتبراً ان "فرص تفادي الحرب ليست كبيرة، لكنها اكبر بكثير مما كانت قبل شهرين". وشدد نظيره التونسي الحبيب بن يحيى على معارضة الخيار العسكري مع بغداد، لافتاً الى ان الحل السلمي "سيتيح تفادي حرب ذات انعكاسات كارثية على الجميع".