اتهم زعيم حزب "العمل" عمرام متسناع وعدد من ابرز المعلّقين اقطاب الحكومة الاسرائيلية بتعمّد التهويل وبث الهلع في نفوس الاسرائيليين من انعكسات الحرب الاميركية المحتملة على العراق بهدف صرف الانظار عن المسائل الرئيسية التي تشغل بال الاسرائيليين وفي مقدمها الاوضاع الاجتماعية المأزومة والفضائح المتتالية عن الفساد الداخلي في حزب "ليكود" في اعقاب انتخاب قائمة مرشحيه للانتخابات الوشيكة التي جاءت بوجوه جديدة مشبوهة بعلاقتها بعالم الاجرام. قال عمرام متسناع ان "الحرب على العراق ليست حربنا كما ان احتمالات قصف عراقي لاسرائيل ضئيلة للغاية" لكن ما ينبغي تأكيده ان كثرة الحديث عن "التهديد العراقي" تأتي "للتستّر على حقيقة ان التصويت لمصلحة ليكود يعني انتخاب حزب تسلل اليه ممثلون عن الاجرام المنظّم وقد نحصل على كنيست او حكومة جديدة يسيطر عليها الاجرام المنظّم". وقال الامين العام لحزب "العمل" اوفير بينس ان اتساع ظاهرة الرشاوى يهدد امن الدولة! ولفت مراقبون الى سعي اقطاب "ليكود" للتقليل من الاضرار اللاحقة بالحزب مع تواتر النشر عن اعتقال ناشطين اقترحوا الرشوة على المرشحين في مقابل التصويت لهم. ولم يستبعدوا ان تطال التحقيقات نواباً ووزراء عن الحزب. ونشرت وسائل الاعلام العبرية امس ان نجل رئيس الحكومة ارييل شارون عومري الذي انتُخب في المكان ال27 على اللائحة متورط في اعمال رشوة وله علاقة برجل عصابات قضى في السابق سنوات عدة وراء القضبان واصبح رجل الحزب الاول في مدينة رمات غان قرب تل ابيب. وقدّم هذا دعماً لعومري ولوزير المال سلفان شالوم حصل على المكان الثاني في مقابل حصول شركة حراسة اسرائيلية تربطه بها علاقات عمل على عقد لتأمين المعابر الحدودية البرية لاسرائيل من دون ان يشارك في المناقصة. وكانت الشرطة حققت مع مدير طاقم رئيس الحكومة الاعلامي ايتان سولامي للاشتباه به برشوة اعضاء في اللجنة المركزية للحزب في محاولة للتأثير في الانتخابات لمصلحة بعض المرشحين. ويترقب زعماء "ليكود" نتائج الاستطلاعات الجديدة للرأي التي ستُنشر نهاية الاسبوع لمعرفة مدى تأثير النشر عن الفضائح في شعبية الحزب التي تراجعت، للسبب نفسه، بخمسة مقاعد في استطلاعات الاسبوعين الاخيرين. وامس شطبت اللجنة المركزية للانتخابات اسم المرشح رقم 40 موشيه فيغلين عن لائحة "ليكود" لادانته في السابق بتهمة التمرد واثارة الشغب علماً انه من غلاة قادة المستوطنين في الضفة الغربية ويحفل سجله بالاعتداءات على الفلسطينيين. وكتبت ابرز المعلّقين في صحيفة "هآرتس" يوئيل ماركوس يقول ان العناوين المثيرة للرعب التي تتصدّر الصحف العبرية في الايام الاخيرة "لم تولد صدفة انما سُربت من فوق… من القيادة الحاكمة لأن التخويف، بنظرها يُنسي العناوين عن الفساد في ليكود فيما تهديد الصواريخ العراقية يطمس حقيقة سيطرة المافيا على قائمة الحزب اما الصاروخ الكيماوي فيصرف النظر عن شارون الابن". الى ذلك كرر متسناع رفضه دخوله وحزبه حكومة وحدة وطنية بزعامة شارون حتى في حال نشبت الحرب الاميركية على العراق. وقال ان حزبه، في حال لم يكلّف تشكيل الحكومة سيمنح "شبكة امان" للحكومة التي سيتم تشكيلها. وأكد من جديد نيته استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين من دون شروط مسبقة "لأن من يرغب في وضع حد لسفك الدماء في الشرق الاوسط ينبغي عليه الجلوس وعرض مصالحه".