أنقرة - "الحياة" - تشهد العاصمة التركية حركة ديبلوماسية مكثفة تنحصر بين الإعداد العسكري لضرب العراق والتحضير لوضع ما بعد الرئيس العراقي صدام حسين سياسياً. وفي هذا الإطار عقد رئيس الوزراء التركي عبدالله غل اجتماعاً طارئاً حضره قائد الأركان حلمي اوزكوك ووزير الخارجية يشار ياكش ومستشار الخارجية اوكور زيال حاولوا خلاله تحديد ملامح الرد الرسمي التركي على المطالب الأميركية باستخدام القواعد العسكرية الجوية التركية وبعض الموانئ وافساح المجال أمام استخدام الأراضي التركية لدخول حوالى 95 ألف جندي إلى شمال العراق. وانضم إلى الاجتماع وزراء المال والدفاع والداخلية، وتقرر عرض الموضوع أيضاً على مجلس الوزراء اليوم، ومن المفترض أن تعلن الحكومة التركية ردها الرسمي على هذه المطالب قبل نهاية السنة، إلا أن الحكومة تؤكد على ضرورة الاحتكام إلى البرلمان التركي في حال موافقتها المبدئية على المطالب الأميركية، وذلك استناداً إلى الدستور التركي. ونقلت صحيفة "مللييت" عن مصادر عسكرية أن الجيش التركي لا يمانع في فتح القواعد الجوية شرط الحصول على قرار دولي جديد من مجلس الأمن في هذا الشأن، وتأمين حماية لهذه القواعد الجوية من خلال الحصول على صواريخ "باتريوت". لكن الجيش التركي يعارض دخول عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين عبر الأراضي التركية إلى شمال العراق، ويشير إلى ما يسميه "عواقب وخيمة على تركيا" من جراء ذلك. كما أن الحكومة لا تزال متمسكة بالحصول على قرار جديد من مجلس الأمن أو تشكيل تحالف دولي واسع كما حدث في الحرب السابقة يضم عدداً من الدول العربية والإسلامية. لكن الجيش التركي يشير إلى إمكان السماح لعدد محدود من الجنود الأميركيين بالتمركز داخل القواعد الجوية التي ستستخدمها أميركا خلال الضربة أو مرور عدد محدود أيضاً في شكل سريع من دون توقف إلى شمال العراق، لأن غير ذلك سيعني دخول تركيا الحرب كطرف ضد دولة عربية، وهو ما يريد أن يتحاشاه الجيش والحكومة معاً. وصرح مصدر حكومي رفيع المستوى ل"الحياة" بأن الحكومة التركية غير راضية عن الموقف العربي الذي لا يبادر إلى التنسيق أو الحوار مع تركيا ودعم موقفها أمام واشنطن في الشأن العراقي. وبدأت لجنة فنية أميركية البحث في جاهزية خمسة مطارات تركية لإعداد تقرير عن استخدامها قبل نهاية السنة. واجراء بعض الاصلاحات الفنية عليها لتكون جاهزة للاستخدام خلال شباط فبراير المقبل في حال اجازة الحكومة التركية لها ذلك. وفي تطور لافت، أعلنت قيادة الأركان التركية أن رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال موشي يالون سيصل إلى أنقرة اليوم ليلتقي نظيره التركي حلمي اوزكوك للبحث في مسائل عسكرية ثنائية والوضع في العراق. وذكرت مصادر عسكرية تركية ل"الحياة" أن زيارة يالون ستتركز على محاولة اقناع أنقرة بقبول التعاون العسكري مع إسرائيل أيضاً في الإعداد لضرب العراق. وحذر بيان صادر عن "الجبهة التركمانية" أن التركمان "قد يصبحوا عرضة للقتل أو التهجير أثناء ضرب العراق"، ورفضوا اعتبارهم أقلية في العراق، وأشار إلى أن "التركمان عنصر أساسي من عناصر التركيبة السياسية للعراق". ويتوقع أن تبحث أنقرة الملف التركماني مجدداً مع كل من جلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني ومسعود بارزاني زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني اللذين يصلان إلى أنقرة في اليومين المقبلين. وكانت أنقرة استقبلت القيادي في المؤتمر الوطني أحمد الجلبي، حيث التقى مسؤولين في الخارجية والجيش.