تظاهر مئات الشباب الاكراد امس السبت في محافظة اربيل (شمال العراق) ضد تدخل تركي عسكري محتمل في كردستان العراق في حال اندلاع الحرب الاميركية ضد العراق. وسار المتظاهرون الذين ارتدى اغلبهم زي فريق كرة القدم التابع لمحافظتهم من امام مقر الحكومة الكردية الى مبنى البرلمان بناء على دعوة لاتحاد شباب الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يسيطر على الجانب الشمالي الغربي من كردستان العراق. وهتف المتظاهرون الذين كانوا يسيرون تحت مراقبة قوات حفظ الأمن الذين لم يترددوا في اسكاتهم عندما بدأوا بالشتم نحن لانريد الاتراك و نحن شباب واقوياء وباستطاعتنا الدفاع عن كردستان". وكان الاف الاكراد العراقيين تظاهروا في اربيل الاثنين احتجاجا على احتمال ارسال جنود اتراك الى منطقتهم الخارجة عن سيطرة بغداد منذ العام 1991 واحرقوا العلم التركي.ووصف وزير الخارجية التركي يشار ياكش احداث اربيل بأنها استفزاز. ولم يتردد المتظاهرون الاكراد الذين تظاهروا امس في الدعوة من خلال مكبرات الصوت الشباب الاكراد الى الثورة . وقالت كلمات احدى الاغاني العسكرية: لقد حان للاكراد ان يثوروا من جديد ضد قوات الاحتلال مثلما فعلوا في عام 1991 في اشارة الى انتفاضة الشعب الكردي قبل 12 عاما عشية حرب الخليج عام 1991. وقال رئيس اتحاد شباب الحزب الديموقراطي الكردستاني سعيد مصطفى: نحن كلنا على استعداد للتوجه الى الحدود (العراقية التركية) لمنع القوات التركية واي قوة اخرى اقليمية من الدخول الى كردستان . واوضح ان انظمة اتحاده تحتم "على كل شاب ان يحمي الحكومة والبرلمان .وعند وصولهم الى مبنى البرلمان الكردي صفق عدد من النواب للمتظاهرين الذين قدموا لهم عريضة. وهددت تركيا المعادية بشدة لقيام كيان كردي مستقل في شمال العراق بالتدخل عسكريا في حال نشوء مثل هذا الكيان. وسبق ان نشرت تركيا آلاف الجنود في شمال العراق واقترحت زيادة عددهم في حال الحرب. من جهة اخرى نسبت صحيفة كردية الى رئيس الحكم المحلي في منطقة نفوذ الاتحاد الوطني الكردستاني في شمال العراق برهام صالح قوله ان انقرة تعهدت بعدم احتلال منطقة شمال العراق. وقالت الصحيفة: ان برهام صالح اوضح في تصريح لصحيفة (حريت) التركية انه نقل لمسؤولين اتراك قلق جميع فصائل المعارضة العراقية من مخاطر أي تدخل عسكري تركي في منطقة شمال العراق.وقال: ان القيادات التركية تعهدت لنا بعدم احتلال منطقة شمال العراق في حال اضطرار قواتها العسكرية للدخول في المنطقة. واشار الى ان محادثاته مع المسؤولين الاتراك عكست مخاوف تركيا من مستقبل منطقة شمال العراق وان عدم استقرار المنطقة سينعكس بكل تأكيد على امن تركيا والدول المجاورة ونحن نتفهم قلق انقرة في هذا الشأن. وأضاف ان المسؤولين الاتراك يقولون ان قواتهم لن تدخل الى شمال العراق بهدف احتلال المنطقة بل لأغراض انسانية وما دام الامر كذلك فقد ابلغنا انقرة بأهمية ان يكون تدخلها بالتنسيق مع اجهزة الامم المتحدة0 وأوضح ان فصائل المعارضة العراقية لايرون في تركيا عنصر تهديد لامنهم ويعتقدون انه من الضروري التعاون مع انقرة بما يحفظ امنهم وامن تركيا ايضا مشيرا الى ان تركيا قد قدمت لمنطقة شمال العراق مساعدات هائلة وتسهيلات كبيرة خلال السنوات العشر الماضية. وأضاف ان جميع فصائل المعارضة في شمال العراق ليس لديهم اية نية في اقامة دولة كردية بل مصرون على حماية وحدة العراق وعدم السماح بتقسيم بلدهم. وقال ان تركيا يمكنها ان تقوم بدور رئيسي في مساعدة المعارضة العراقية في عملية الاطاحة بنظام صدام حسين وان ذلك سيعزز موقع تركيا ودورها في المنطقة وكان برهام صالح قد اجرى مباحثات مع عدد من المسؤولين الاتراك بعد تصاعد حدة التوتر بين انقرة وفصائل المعارضة العراقية في شمال العراق اثر المسيرات الاحتجاجية التي جرت في المنطقة ورفعت شعارات معادية لتركيا واحرق فيها العلم التركي الامر الذي جعل رئيس الاركان التركي حلمي اوزكوك يوجه تحذيرا صريحا للزعماء الاكراد في شمال العراق. الجدير بالذكر ان مساعد وزير الخارجية الامريكي مارك غروسمان كان قد اوضح في تصريح لمحطة (سي ان ان) الامريكية يوم الجمعة انه يجب على تركيا الا تتصرف بمفردها في شمال العراق مشيرا الى ان أي تدخل عسكري بشكل منفرد قد يجر الاطراف الكردية في شمال العراق الى مواجهة القوات التركية وهو ما لا ترغبه واشنطن.